الأخبار

يصارعون من أجل البقاء .. سكان “الكرفانات” في بيت حانون يكرهون الشتاء والحصار

في فصل الشتاء تزداد معاناة أسرة المواطن، باسم الكفارنة، التي تقطن في بيت متنقل أو ما يعرف بـ”الكرفان”، وسط بلدة بيت حانون الحدودية شمال قطاع غزة.

منذ أكثر من عام تتجدد معاناة هذه الأسرة المكونة من خمسة أفراد في فصلي الصيف والشتاء على حد سواء، يقول الكفارنة :”نعيش أوضاعاً صعبة للغاية في الصيف والشتاء في هذه الغرفة المصنوعة من الصفيح”، مشيراً إلى أن مياه الأمطار غمرت “الكرفان” الذي يعيشون فيه خلال المنخفض الجوي.

ولا تزال عشرات الأسر ممن دمرت منازلها خلال العدوان “الإسرائيلي” الأخير، تقطن في بيوت متنقلة بظروف إنسانية صعبة للغاية.

وتابع الكفارنة (47 عاماً) وهو مقعد بعد إصابته بشلل نصفي، “قبل يومين ومن شدة الرياح التي هبت شعرنا بأن “الكرفان” سيطير.

علاوة على شدة الرياح، دخلت مياه الأمطار إلى بيت الكفارنة المؤقت من السقف ومن أسفل الباب كما يقول، لافتاً إلى أنهم يعانون من البرد الشديد خلال الشتاء، بيد أنه لا توجد وسائل تدفئة لديهم وانقطاع التيار الكهربائي عنهم لساعات طويلة يزيد الطين بلة.

وشنّ الاحتلال الصهيوني صيف عام 2014 عدواناً واسعاً ضد قطاع غزة الساحلي استمر 51 يوما، سقط خلالها آلاف الشهداء والجرحى، إضافة إلى تدمير أكثر من 60 ألف وحدة سكنية بين دمار كلي وبالغ وجزئي.

ومنذ أن توقف العدوان منذ أكثر من عام، تم بناء منزل واحد من قبل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” شرق حي الشجاعية.

 وأشار الكفارنة وهو يجلس على كرسي متحرك، إلى أن قوات العدو دمرت منزله المكون من طابقين من الباطون قرب الكلية الزراعية شرق بيت حانون.

وشدد على أنه يواجه صعوبة شديدة أثناء دخوله الى المنزل وخروجه منه، منوها الى أن شباناً من الجيران يساعدونه في ذلك.

ولم تقتصر معاناة أسرة الكفارنة خلال الشتاء فقط، بل تمتد الى فصل الصيف حيث ارتفاع درجات الحرارة التي تحول بيتهم المتنقل الى “فرن”، مؤكداً أنهم “يصارعون من أجل البقاء في ظل هذه المعاناة“.

وتفرض حكومة الاحتلال حصاراً مشدداً على القطاع الساحلي (1.8 مليون نسمة) منذ العام 2006 أدى إلى تدهور في جميع مناحي الحياة.

وكان وزير الأشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة، أكد أن الوزارة تتابع عن كثب آليات إعادة الإعمار في قطاع غزة، وأنها أنجزت قرابة الـ90% من البيوت المهدمة جزئياً.

وحمّل الحساينة في تصريحات صحفية، العدو “الإسرائيلي” المسؤولية عن تعثر اعادة الاعمار، مؤكداً أن الحصار المفروض على القطاع والعراقيل التي يضعها الجانب “الإسرائيلي” بمنعه دخول بعض المواد أثرت على سرعة وتيرة إعادة الإعمار، إضافة إلى عدم توفر المبالغ الكافية التي وعد بها المانحون حيث لم يصل منها سوى 30%.

بدوره، قال الخبير الاقتصاد ماهر الطباع: “بعد مرور ما يقارب العام والنصف على وقف إطلاق النار لم تبدأ عملية إعادة اعمار حقيقية، وأن ما تم تنفيذه خلال تلك الفترة يندرج تحت بند المشاريع الإغاثية وإصلاح الأضرار الجزئية والبالغة لمعظم المنازل التي تضررت بالعدوان الأخير.

وأوضح الطباع أن ما دخل من مادة الأسمنت للقطاع الخاص لإعادة الاعمار خلال عام ونصف لا يتجاوز 400 ألف طن وهذه الكمية تساوي احتياج قطاع غزة من الإسمنت لشهرين فقط.

وأكد أن حكومة الاحتلال  ما زالت تمنع دخول العديد من السلع والبضائع والمواد الخام والمعدات والآليات وعلى رأسها مواد البناء، التي تدخل فقط وبكميات مقننة وفق “خطة روبرت سيري” لإدخال مواد البناء (الإسمنت، الحصمة، الحديد، البوسكورس).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى