الأخبار

وسط غياب خطة فلسطينية لقيادتها.. هل بدأت “إسرائيل” بجني ثمار انتفاضة القدس؟..

يرى خبراء ومختصين في الشأن الإسرائيلي أن انتفاضة القدس، التي دخلت يومها الأول من شهرها الثاني، بدأت إسرائيل بجني ثمارها السياسية مبكراً، في وقت لا يزال قادة الفصائل يسعون جاهدين لتشكيل قيادة فلسطينية وذات طابع وطني موحد من أجل قيادة الانتفاضة وتصويب مسارها وصولاً لتحقيق أهدافها.

 

وقال المختص في الشؤون الإسرائيلية أكرم عطا الله: إنّ”إسرائيل بدأت تستغل الانتفاضة لصالح تحقيق أهداف سياسية، أبرزها توسيع الاستيطان وإعلانها في الأيام الماضية عن بناء مزيد من المستوطنات، إضافة إلى فرض حصاراً محكم على مدينة القدس المحتلة بحجة منع عملية الطعن، بالتزامن مع تكريس الوجود اليهودي بالقدس واعتباره حق”.

 

وذكر خلال حديث مع ” وكالة قدس نت للأنباء”، أن الاتفاق على السماح لليهود بالتواجد بشكل دائما في الأقصى، ويقصد الاتفاق الذي جرى مؤخراً بين إسرائيل والأردن، قائلاً :” هذا الاتفاق يعني أن اليهود من حقهم الزيارة ومن حق المسلمين الصلاة، ويعني أيضا أن الصلوات لها موعد محدد لكن الزيارات طوال اليوم”، مؤكداً أن ذلك مكسب سياسي.

 

وأوضح عطا الله إن إسرائيل تقرأ الانتفاضة سياسيا بصوت واحد، حتى المعارضة الإسرائيلية ليست بعيدة جداً عن الموقف الإسرائيلي الرسمي المتمثل في الحكومة، مؤكداً أن الجميع ينزح نحو اليمنية المتطرفة، الصهيونية الدينية.

 

ويرى عطا الله أن بعض الإسرائيليين يتعاملون مع الوضع (انتفاضة القدس)، كأزمة فرضت عليه بفعل تحريض الفلسطينيين وعلى رأسهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، فيما يرى البعض الأخر أن المستوطنين يتحملون مسؤولية هذا التحريض، معتبراً أن الفريق الأول من الإسرائيليين رأيه الأكثر غالبية، قائلاً :” ليس مصادفة أن يتحدث نتنياهو عن تبرئة هتلر واتهام الفلسطينيين بالجريمة”.

 

وأشار إلى أن الخصوم السياسيين لنتنياهو يرون أنه في أزمة وهو المسئول عن ما يحدث، مؤكداً أن ذلك نتاج عن السياسة التي يتبعها نتنياهو وخاصة بعدما وصلت طريق التسوية إلى طريق مغلق، لكن عطا الله اعتبر أن هؤلاء الخصوم لن يكون لهم وزن سلبي على نتنياهو.

 

وبشأن الموقف الفلسطيني حيال الانتفاضة اتفق عطا الله مع نظيره أبو نصار بأن الفصائل تتصرف مع الانتفاضة وإدارتها حضور إعلامي كبير وتمارس الاحتضان المعنوي لها، مؤكداً أن الانقسام الفلسطيني يلعب دور كبير فى انقسام أهداف هذه الانتفاضة، مبيناً أن الفصائل تقول أن الانتفاضة يجب أن يبقى شكلها كما هو عليه لان إسرائيل بذلك ستكون محصورة، معتبراً أن دخول الفصائل للانتفاضة سيدفع “إسرائيل” إلى البطش بها.

 

من جانبه يرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية وأستاذ السياسة في جامعة “تل ابيب” وديع أبو نصار، أن إسرائيل بدأت تحصل على نتائج للانتفاضة بأكثر من اتجاه، الأول هو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستفيد إلى حد ما بأن الغالبية العظمة من اليهود يسيطر عليهم الخوف والقلق وبالتالي يسيرون خلفه كالقطيع، لكن في المقابل تتعالي أصوات منتقدة لها لأنه عاجز عن وقف ما يوصف انتفاضة السكين، وعاجز عن وضع تصور لحل نهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

 

وأوضح أبو نصار خلال حديثه إلى “وكالة قدس نت للأنباء”، أن أبرز الأصوات في إسرائيل المنتقدة لنتنياهو هو صوت رئيس الأركان السابق للجيش الإسرائيلي، والذي انتقد نتنياهو بشكل علني خلال الأيام القليلة الماضية. غير أن الكثيرين في إسرائيل يرون أن نتنياهو نحج في استغلال ما يحدث (انتفاضة القدس)، من أجل تعزيز مكانته لدى الشارع اليهودي وهو الاتجاه الثاني من نتائج الانتفاضة والتي تضاف لمكاسبه السياسية.

 

وبين أبو نصار أن نتنياهو حتى اللحظة لا يتعرض لضغوطات دولية كبيرة من أجل وقف الممارسات الإسرائيلية بالضفة الغربية ضد الفلسطينيين وهو يفسر بأنه مكسب سياسي، سيما وأن بعض الضغوطات تتحدث عن العودة المفاوضات وليس وقف العدوان، مؤكداً أن نتنياهو لا يزال صاحب مكانة قوية في”إسرائيل” رغم كل الانتقادات.

 

وبشأن استمرارية الانتفاضة مع احتمالية التصعيد من قبل الجيش الإسرائيلي، يرى أبو نصار أن ثلاث سيناريوهات محتملة بهذه الشأن الأول هو وقوع انتفاضة فعلية، والثاني أن يعود الهدوء تدريجياً، والثالث وهو الأرجح بأن تبقى الأمور بين تصاعد وهدوء.

 

ويرى أبو نصار أن غياب خطة فلسطينية موحدة لقيادة الانتفاضة ستعزز السيناريو الثالث، سيما أن الانتفاضة تحتاج إلى مقومات متكاملة لا نراها في هذه المرحلة، وفي وقت لا يوجد لدى الفصائل أي إستراتيجية وطنية تحررية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى