واقع الشباب الفلسطيني في مخيمات الشتات
نبيلة سمارة – طريق القدس
يشكل الشباب الشريحة الأوسع من المجتمع الفلسطيني وقد شكلوا الوقود المحرك لمسيرة الثورة والعمل الوطني الفلسطيني منذ البدايات لما يمتلكه الشباب من قدرة على العطاء والتحدي من أجل العودة والتحرير إلا أن هناك الكثير من التحديات والعوائق التي تحد من مساهمة الشباب وفعالية دورهم في مواجهة التحديات فكانت لنا جولة في مخيمات الشتات لرصد الواقع .
غصون حلاوة – مخيم دنون :
لم تكن المخيمات الفلسطينية بعيدة عما يدور في سوريا من أحداث فقد أرخت الأزمة السورية بثقلها على المخيمات الفلسطينية مما انعكس سلباٌ على واقع الشباب فكان لذلك أثاره البالغة فقد ظهرت مشكلة البطالة التي يعاني منها أغلب الشباب إذ اضطر أغلب الشباب إلى فقدان مصادر رزقهم وإلى القعود عن العمل لقلة الفرص مما دفع الكثيرين إلى التفكير بالهجرة إلى بلاد الغرب أملاً بفرص حياة أفضل
كما أن ظاهرة انتشار المخدرات بين الشباب باتت تقض مضجعنا لما لهذه الظاهرة من أثار سلبية على شبابنا الذي يمثل نبض الوطن .
وعلى الرغم من انتشار بعض الظواهر السلبية في مخيماتنا إلا أن ذلك لاينفي وجود حالات إبداعية في مختلف النواحي إلا أنها مازالت مغمورة لأسباب كثيرة .
رئيف ابراهيم – مخيم الحسينية :
هناك الكثير من المشكلات التي يعاني منها الشباب في المخيمات الفلسطينية إلا أنني أود التركيز على آفة المخدرات الخبيثة والتي تعد الأكثر خطورة على شبابنا ومجتمعنا وقضيتنا والتي تعد الأخطبوط الذي يمد أيديه لأكثر من مجال للتخريب فقد استطاع العدو الصهيوني عبر عملائه إدخال هذه المواد إلى مخيماتنا من أجل تخريب الشباب الفلسطيني الذي يشكل بركاناً ثائر اعلى العدو الصهيوني في سبيل التحرير والعودة .
فالمخدرات تدمر الوطنية والأخلاق والدين والثقافة والاقتصاد فيصبح المتعاطي عبداً لهذه المواد الخبيثة حتى لوكان على حساب شرفه ووطنه لأنه لا يعي ما يحدث من حوله وهذا ما يسعى إليه العدو الصهيوني لإشغال وإلهاء الشباب الفلسطيني عن قضيتهم الجوهرية ويأتي هذا متزامناً مع غياب مراكز التوعية والندوات المستمرة التي تخص مكافحة المخدرات والحد من هذه الظاهرة ومعالجة الحالات الموجودة وهنا نوصي بفتح مراكز توعية تقوم بإعداد ندوات مستمرة لتنبيه الشباب من مخاطر الوقوع في هاوية المخدرات كذلك يجب التعاون مع الجهات المختصة والإبلاغ عن أية حالة أو ظاهرة ترويج أو تعاطي أو إتجار .
فراس مصطفى _ مخيم السيدة زينب :
نتيجة الأوضاع الاقتصادية وانعدام فرص العمل وتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية وغياب أجواء الأمن والأمان مما دفع الشباب وعائلاتهم إلى الهجرة إلى الغرب وإبعادهم عن القضية والحياة الفلسطينية بكل أشكالها واتباعهم لثقافة غربية أخرى وذلك من خلال سلخهم عن عاداتهم وتقاليدهم وحياتهم الاجتماعية و بالتالي العدو الصهيوني هو المستفيد الأول منها ويعمل على تسهيلها وتوسيع نطاقها ونشرها في المجتمع الفلسطيني من أجل إفراغ المخيمات .
وهنا لابد من الاهتمام في مشاركة الشباب السياسية والاجتماعية في صناعة القرار لبناء الوطن والإكثار من البرامج الثقافية والندوات العلمية لتوعية الشباب في حب الوطن والانتماء له لتحفيز الشباب على التعلق بوطنهم والقرب منه استعداداً لمعركة التحرير .
عز الدين عبدالله – مخيم اليرموك :
يتشابه واقع الشباب في المخيمات الفلسطينية من حيث الظروف التي يعيشها والمشكلات التي يعانيها وقد تم طرح هذه المشكلات مراراً وتكراراً إلا أننا نحتاج إلى حلول لهذه المشاكل التي يعاني منها الشباب والنهوض بالواقع فإنني أرى أنه من الضروري العمل على جمع كافة أطياف المخيم بمثقفيه وشبابه الواعي وفعالياته بانتقاء وعناية لتصبح مجموعة مترابطة من كل الأطياف وبعدها يتم وضع أسس لمعالجة واقع المخيم ومن ثم وضع ألية عمل المجموعة وتقسيمها إلى لجان تعمل على رفد المخيم بثقافة المقاومة ضمن أطر وبرامج مدروسة مسبقاً
تعليم الشباب الحرف الصغيرة ومتابعة الواقع الوظيفي في كل المجالات لرفد الشباب بأطر عمل ينمي ويطور واقع المخيمات
تشكيل لجنة للدراسات تعمل على وضع خطط استراتيجية للتطوير والتحديث ومتابعة الواقع بشكل عام وخاص وتكون محددة بفترة زمنية مثال ستة أشهر ومن ثم مراجعة الواقع مع التأكيد على رفد اللجان بكوادر شبابية فعالة جديدة حتى يتمكن الشباب من المشاركة في صنع القرار وأخذ دورهم في عملية التحرير والعودة.