مقالات وآراء

نسر من بلادي

في الجولان وعلى مشارف بلدة مجدل شمس المحتلة، وبعد أن ألقى كلمة المشاركين في اختتام “ملتقى الجولان الدولي” في11 تشرين الثاني من العام 2009، قال لي الشهيد البطل سمير القنطار، وكان قد خرج حديثا من الأسر: “اليوم جئنا إلى الجولان خطباء… وغدا سنعود إليه شهداء…فبالمقاومة والشهادة تتحرر اﻷوطان”.
وفي الجزائر في مطلع كانون الأول من العام 2010، وخلال افتتاح “الملتقى العربي الدولي لنصرة الأسرى والمعتقلين”، تجمع حوله العشرات من الأسرى الفلسطينيين المحررين وذويهم ليجددوا عهدا قطعوه مع الشهيد القنطار. لم يكن الأخير فقط عميد الأسرى العرب في سجون الاحتلال الصهيوني، بل كان حبيب الأسرى الفلسطينيين أيضا. كانت الأنوار تفيض من عيني سمير وهو يقول لي: البعض فلسطيني الهوية، البعض الآخر فلسطيني الهوى، ولكنني فلسطيني بالأسر أيضا، ولن تبعدني بإذن الله عن فلسطين قوة، حتى التحرير أو الاستشهاد.
وحين اختار سمير ورفاقه في “جبهة التحرير الفلسطينية” جمال عبد الناصر اسماً لعمليتهم البطولية في سهل بيسان في 22/4/1979، كان يؤكد على عروبته، وهو اللبناني الجنسية، وكذلك على عروبة فلسطين وهي قضية الأمة المركزية التي يحاولون عبثا إبعاد اﻷمة عنها، وإبعادها عن أولويات الأمة.
واليوم، باستشهاد سمير مع ثلةٍ من المواطنين الأبرياء في جرمانا في ضواحي دمشق الحبيبة، وعلى بعد كيلومتراتٍ من الجولان، تكتمل حكاية نسر من بلادي انطلق من عبيه في جبل لبنان ليحلق عاليا في سهوب فلسطين وهضاب الجولان، ولتخفق روحه في كل أرض عربية… إنه حفيد شكيب ارسلان وابن كمال جنبلاط ورفيق القائد الفلسطيني أبي العباس شهيد سجون الاحتلال الأمريكي في العراق، وحبيب سيد الشهداء عباس الموسوي أمين عام “حزب الله” وكل مقاوم مجاهد في سبيل حرية الأمة…
قال الصهاينة شامتين باستشهاد سمير: اليوم أقفلنا الحساب، ودماء سمير تقول لهم أن حساب أمتنا مع الاحتلال لن يقفل قبل التحرير… سمير اليوم هو شهيد الانتفاضة في فلسطين والمقاومة في الجولان والكرامة في اﻷمة. شهيد الانتفاضة في فلسطين والمقاومة في لبنا ن والجولان واحد رموز الكرامة في اﻷمة.

معن بشور – جريدة السفير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى