مقالات وآراء

نحن على اعتاب مرحلة سقوط الكيانات المصطنعة

عثمان بدر – طريق القدس

ليست تصرفات محمد بن سلمان الرعناء ناجمة عن جنون العظمة والغرور وحب الذات فحسب بل اساسها الغباء الموروث عن الاباء والاجداد، فهو قد استعدى عائلته برمتها حين اعتقل “الامراء” و”الوزراء” و”رجال الاعمال”  لابتزازهم  ومصادرة اموالهم تحت مسمّى “محاربة الفساد” وهو يعلم وهم يعلمون والعالم باسره يعلم انه اكثرهم وفساداً وافساداً ورحلاته “السندبادية” و”يخوته الماسيّة” خير دليل على ذلك، وقد استعدى جارته وحليفته السابقة “قطر” ويقوم بحصارها تحت عنوان دعمها ل”الارهاب” وهو يعرف وهي تعرف والعالم من اقصاه الى اقصاه يعرف ان “ال سعود” وفكرهم “الوهابي” هو اساس “الارهاب” ومنبعه، وهو الذي اعتدى على جاره “اليمن” ويقتل  بشكل يومي ومتواصل اطفاله ورجاله وشيوخه والنساء ب”الجملة” و”المفرّق”  من خلال افتعال مجازر بهم يندى لها الجبين العالمي خجلاً ويفرض عليه حصاراً جائراً تسبب بمقتل الالاف من خلال القصف العشوائي اليومي ومن خلال المرض والمجاعة التي حلّت باليمن السعيد.

ويحدث هذا على مسمع ومرأى العالم “المتحضّر” تحت مسمّى محاربة “الحوثيين” ودعم “الشرعية اليمنية”، وهو يعلم وهم يعلمون والعالم بأكمله يعلم ان “ال سعود” هو اخر نظام في العالم يحق له ان يتكلّم عن الشرعية لأنه نظام غير شرعي وقد اغتصب الحكم من “الهاشميين” بعد مجازر بحقهم وبحق اهل نجد والحجاز تشيب منها رؤوس الغلمان، واهل اليمن معروف عنهم انهم “عرب” اقحاح لا يسكتون على ضيم ولا يصمتون على ظلم ولا يتغاضون عن “ثأر” ما يعني ان العداء اليمني مع “ال سعود” سيمتد لعشرات السنوات وان اي  اتفاق معهم لن يكون سوى اتفاق شكلّي وآني يزول حين تسنح لهم الفرص بأخذ الثأر والانتقام، وهو قد استعدى اللبنانيين او على الاقل القسم الاكبر منهم بمن فيهم “السُنّة” من خلال التعاطي باستهتار مع “رئيس وزراء” بلدهم ومن خلال حملة التهديد والوعيد لهم واعتبار حكومتهم “حكومة معادية” ومن خلال الطلب من عدو العرب والمسلمين الكيان الصهيوني المحتل شن حرب على “حزب الله” بوصفه “حزب ارهابي” وهو يعلم وهم يعلمون والعالم برمته يعلم انه حين يتم ذكر “الارهاب” يُشار البنان الى “ال سعود”.

وقد استعدى الشعب الفلسطيني او غالبيته من خلال وصم حركات مقاومته ب”الارهاب” اولاً ومن خلال انفتاحه العلني على اعدائهم ومحتلي ارضهم ثانياً وتجلّى ذلك من خلال زيارته وزيارة بعض الشخصيات من “فريقة” الى الكيان الصهيوني الغاصب لا بل وقد بلغت به الوقاحة والغباء بان تسوّل له نفسه الامارة بالسوء ان يمارس ضغطاً على “الرئيس” محمود عباس بالموافقة على خطّة “ترامب” او الاستقالة، وهو يعلم وهم يعلمون والعالم باسره يعلم ان استعداء الفلسطينيين ليس بالأمر السهل ولا الهين و ستكون له تداعيات كبيرة وخطيرة، وهو قبل هذا وذاك قد استعدى اقوى جيرانه عنيت “ايران” تحت عنوان تدخلها بالشؤون الداخليّة للدول العربية، وهو يعلم وهم يعلمون والعالم من اقصاه الى اقصاه يعلم ان “ال سعود” هم من يتدخّل بالشؤون الداخليّة لكل الاقطار العربية واسألوا اهل العراق واهل ليبيا واهل اليمن واهل سوريا واهل مصر واهل قطر واهل لبنان واهل فلسطين و..و (ان كنتم لا تعلمون)… وهم بغالبية شعوبهم قد تحوّلوا الى اعداء ل”ال سعود”!!!

جميعنا يعلم  ان “كيان”  “ال سعود” مغتصب للسلطة  و ان هناك نقمة داخلية ضده ويعاني من ازمات كبرى ليس اقلها تورطه لقرابة سنوات ثلاث في حرب مع اليمن لم يحقق فيها لغاية الان اي انجاز يُذكر، هذا بالإضافة الى الازمة المالية والاقتصادية التي تعصف به نتيجة استنزاف خزينته في دعم “حركات الارهاب” في كل اقطار وطننا العربي وفي دفع “الجزيّة” لأمريكا و”الكيان الصهيوني” وفي صفقات اسلحة الغاية منها قتل اطفال امتنا، والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوّة كيف لنظام ان يستمر في الحكم وهو قد استعدى اقرب المقربين من افراد عائلته واقرب المقربين من جيرانه و”اشقائّه” ويدفع الاموال الطائلة من اجل  تحويل اصدقاء الامس الى اعداء اليوم، ربما نكون على اعتاب مرحلة جديدة هي مرحلة “انهيار الكيانات المصطنعة” وصدق من قال :”لكل داءٍ دواءٌ يُستطبّ به…الا الحماقة أعيت من يداويها”…!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى