نتنياهو غير مسؤول.. وعديم العمود الفقري
بقلم: شلومو شمير – معاريف
لا حاجة لانتظار استنتاجات المستشار القانوني للحكومة حول الادلة على اتهام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ملفات 1000، 2000 و 4000. فشكل سلوكه المحرك والساخر بالنسبة للاتفاق مع مفوضية اللاجئين للامم المتحدة – قبول الاتفاقلا بصخب والغاؤه بعد ساعات – ما كان لعصبة محلفين ان تتردد وستقرر بالاجماع بان رئيس الوزراء مذنب بلا شك بل وحتى بدون حق استئناف.
الخطير هو انه بالشكل الذي سحق فيه، سخر فيه وهزء فيه بهيئة دولية مركزية في منظومة الامم المتحدة، فقد وصم نتنياهو نفسه بالعار، وثبت مكانته، بما بشكل لا مرد له، كرئيس دولة غير مسؤول، عديم العمود الفقري، كمن لا يمكن ومحظور الاعتماد عليه في نظر الاسرة الدولية، حتى في اوساط اولئك الذين مالوا حتى الان الى مغفرته.
في المجال السياسي المحلي في اسرائيل سيوجد من يدافعون عن نتنياهو. اما في الساحة الدولية، فلا أمل له بالمغفرة أو العفو. الامم المتحدة ليست في ذروة مكانتها الاعتبارية، على أقل تقدير. فالرئيس الامريكي ترامب يحتقر ويهزأ من المنظمة. الرئيس الروسي بوتين يتجاهل الامم المتحدة بشكل معين واستفزازي. ولكن بينما تمول الولايات المتحدة 24 في المئة من ميزانية المنظمة ويمكنها أن تسمح لنفسها بالهزء منها، فان بوتين يتصرف كقيصر.
غير أن ما هو مسموح لزعيمي القوتين العظميين، محظور على اسرائيل. بالذات لان المنظمة تعتبر ساحة معادية لاسرائيل والانتقاد لمواقفها المناهضة لاسرائيل مبرر بالتأكيد، فان على اسرائيل أن تحذر من صورة دولة عضو تستخف بالمنظمة.
من تحت الرادار، في محادثات ومداولات مغلقة، فان اسرائيل تنال التقدير العالي في المقر الرئيس في الامم المتحدة في نيويورك وتسود تقديرات مثنية للدولة على انجازاتها. ومن خلف الكواليس تبذل حتى جهود للعمل على انتخاب اسرائيل، لاول مرة، كعضو في مجلس الامن، في التغييرات التالية لقسم من الاعضاء غير الدائمين. غير أن الاهانة اللاذعة التي وجهها نتنياهو لمفوضية الامم المتحدة للاجئين، وهي من الهيئات الوحيدة المقدرة للمنظمة العالمية، لن تساعد في الجهود لضمان عضوية لاسرائيل في مجلس الامن.
من انكشفوا الان، دون ذنبهم، كبائسين ومنحرجين هم رؤساء منظمات يهودية كبيرة في نيويورك، ممن سارعوا أمس الى نشر بيان يمتدحون فيه الاتفاق مع مفوضية اللاجئين. لقد شغلت مسألة طالبي اللجوء بال قادة الجالية واقلقتهم ممن كانت اغلبيتهم الساحقة وقفت ضد الابعاد المخطط له. وقال زعيم منظمة يهودية مركزية في حديث معه “انه (نتنياهو) ظهر مرة اخرى كمن ليس قادرا على اتخاذ القرارات والالتزام بها”.