شؤون العدو

“مي.تو هشتاغ” ضد العنصرية

بقلم: عوزي برعام – هآرتس

الحملة الدولية ضد التحرشات الجنسية حققت نجاحا كبيرا. تحت هشتاغ “مي.تو” حظيت بالاجماع الدولي. نساء نددن بالمتحرشين بهن وتسببن بقيام شخصيات كبيرة في عالم الترفيه والسينما بالتخلي عن وظائفهم الواعدة وهم خجلون ومهانون.

حملة “مي. تو” نجحت، رغم أن تلك الادانات لم تحصل على توقيع السلطة القضائية، بل ارتكزت الى شهادات نساء أيدن امرأة في ضائقتها. الثقة التي أظهرتها النساء شكلت نسوية من نوع جديد – كاشفة، مقاتلة ومنتصرة. من حقيقة أنه يمكن القاء الضوء وكشف السلاسل التي تفصل وتربط بين الرجال والنساء، يمكن القول “ربما أن حملة هشتاغ مي.تو يمكن استخدامها ايضا في النضال ضد امراض اخرى تميز العالم الديمقراطي – التمييز والعنصرية مثلا – التي منحها انتخاب ترامب الدعم وهي ترفع رأسها ليس فقط في دولتنا.

إن تصاعد وتعاظم العنصرية في الغرب له اسباب كثيرة، سياسية واقتصادية واجتماعية، لكن هذا الامر لا يعني أنه مسموح التسليم بها، لأنه يمكن أن تدحرج العالم الديمقراطي الى بداية القرن العشرين. حملة ضد العنصرية على شكل هشتاغ مي.تو، تدين كل من يحمل رسالة عنصرية بشكل علني – مثلما تفعل جهات رياضية دولية. المبدأ الاساسي هو عدم اعطاء تسويغ لأي صورة من صور العنصرية أو التمييز مهما كانت التبريرات. فالتمييز ضد النساء لا يمكن أن يحظى بمعاملة متسامحة حتى لو قاده حاخامات كبار.

أنا لا أتجاهل للحظة أنه في اوساط الجمهور في اسرائيل توجد جهات تشكل العنصرية خبزها اليومي والثمار لمعتقداتهم، مثل منظمة “لاهافاه”، أو الايمان بعدالة التمييز الذي يتلقونه من مصادر يهودية، ويتم استيعابه في شخصياتهم وأفعالهم، مثل حاخام صفد، شموئيل الياهو، أو حاخام بيت ايل، شلومو افنير. ولكن القيام بحملة ضدهم تحت شعار هشتاغ مي.تو، الذي يعني في السياق “أنا اعارض التمييز والعنصرية”، يمكنه تعزيز معايير، التي رغم أنها خاضعة للنقاش العام، فان لها قوة لكونها تستند الى مفاهيم العدالة الطبيعية والايمان بالمساواة بين البشر – النساء، الرجال، العرب والافارقة.

هشتاغ مي.تو الجديد لن يكون نسوي، بل سيكون خاص بالرجال والنساء على حد سواء. وهو لن يكون محدد بمواقف سياسية معينة بل سيكون وسيلة للتعبير عن عدم التسليم بالظلم المتزايد والمتعاظم. سيكون هناك من يقولون إنها حملة عامة جدا وهي لا تعنى بالمعتقدات الدينية والرغبة في الحفاظ على الاغلبية اليهودية وحرية التعبير عن الرأي والاعتقاد. ولكن كل ذلك يجب احترامه طالما أنها لا تضر بالحق الطبيعي للمساواة والذي يجد تعبيره الطبيعي في المساواة في الفرص.

الحملة الجديدة ربما لن تحدث هزة ارضية مثلما فعلت سابقتها، لكنها ستعطي قاعدة جماهيرية للنضال ضد التمييز والعنصرية. صحيح أن التنديد بالتمييز والعنصرية لن يحظى بالتصفيق من كل شرائح الجمهور، لكن سيصعب الوقوف ضدها اذا كانت متحررة من العلاقات السياسية المباشرة.

الحملة التي ادانت كيفن سبايسي وآرفي فينشتاين يجب أن نضيف اليها مدماك آخر، وأن ندين مباشرة كل من يحول العالم الى عالم أكثر عنفا واكثر عنصرية وأكثر تمييزا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى