لبنان: مئات الجرحى في مواجهات بين الأمن والمحتجين
جرح أكثر من 400 شخص، خلال مواجهات اندلعت ليلة السبت/الأحد، بين المحتجين وقوات الأمن اللبناني، قرب مقر مجلس النواب وسط العاصمة بيروت.
وجاءت الاحتجاجات التي تمركزت في ساحة النجمة وسط بيروت، على التأخر في تشكيل الحكومة الجديدة، وعلى مسار التشكيل.
وقال الدفاع المدني اللبناني، إن “نحو 400 جريح وقعوا في مواجهات بيروت أمس بين المتظاهرين وقوات الأمن”.
وفي وقت سابق، أعلن الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتابة أن “عدد الجرحى من المدنيين والعسكريين الذين نقلوا إلى المستشفيات نتيجة المواجهات في وسط بيروت بلغ 80 جريحاً، فيما تمت معالجة 140 جريحاً في المكان”.
ورشق المحتجون الذين أتوا من مناطق عدة من بيروت ومن شمال لبنان وشرقه، بالحجارة القوى الأمنية المكلفة بحماية مدخل ساحة النجمة عقب منعهم من دخول البرلمان.
فيما ردت قوات الأمن بإطلاق القنابل المسيلة للدموع وفتح خراطيم المياه باتجاه المحتجين.
وكانت مسيرات انطلقت عصر السبت من مناطق عدة في بيروت للتوجه إلى ساحة النجمة للتعبير عن احتجاجهم على مماطلة القوى السياسية وعدم الأخذ بمطالب الشعب الذي يطالب بتشكيل حكومة من خارج القوى السياسية.
وهتف المحتجون “ثورة ” ثورة”. وحملوا لافتات منددة بالسلطة السياسية.
وبدأت الاحتجاجات في لبنان، بـ 17 أكتوبر 2019، بعد قرار اتخذته الحكومة بفرض ضريبة على تطبيق “واتس آب”، وسرعان ما انتقلت المظاهرات لتعم كل المناطق اللبنانية.
ويطالب المحتجون بتشكيل حكومة تكنوقراط إنقاذية وإجراء انتخابات نيابية مبكرة وخفض سن الاقتراع إلى 18 عاماً ومعالجة الأوضاع الاقتصادية واسترداد الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين. ويؤكدون استمرار تحركهم حتى تحقيق المطالب.
وبعد 13 يوماً من الاحتجاجات الشعبية، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري استقالة حكومته في 29 أكتوبر “تجاوباً مع إرادة الكثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات ليطالبوا بالتغيير”.
وتم تكليف حسان دياب بتشكيل حكومة جديدة، حيث يقوم بالاستشارات اللازمة لتشكيل حكومته، في وقت ترددت فيه معلومات غير رسمية عن قرب تشكيل حكومة جديدة. ويصر الرئيس المكلف على حكومة من 18 وزيراً من الاختصاصيين.
من جهته، تابع الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، مساء السبت، تدهور الوضع الأمني في الوسط التجاري بالعاصمة بيروت، وطلب من وزيري الدفاع والداخلية والقيادات الأمنية متابعة الوضع والحفاظ على أمن المتظاهرين السلميين.
واتصل الرئيس عون بوزير الدفاع الوطني إلياس بو صعب ووزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن وقائد الجيش العماد جوزيف عون والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، “وطلب اتخاذ الإجراءات السريعة للمحافظة على أمن المتظاهرين السلميين ومنع أعمال الشغب وتأمين سلامة الأملاك العامة والخاصة وفرض الأمن في الوسط التجاري”، بحسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية.
من جانبها، قالت قوات الأمن الداخلي في تغريدة على موقع تويتر: “ندعو المتظاهرين السلميين إلى الابتعاد عن موقع أعمال الشغب من أجل سلامتهم”.
وتم نشر عشرات العربات التي تقل عسكريين لبنانيين في وسط بيروت لمساعدة قوات الأمن على استعادة الهدوء.
وفي السياق نفسه، علقت وزيرة الداخلية اللبنانية ريا الحسن في تغريدة على “تويتر”: “لقد تعهدت مراراً وتكراراً بحماية التظاهرات السلمية،وشددت دائمًا على الحق في التظاهر”.
وأضافت الحسن: “لكن، إذا تحولت هذه التظاهرات إلى هجوم صارخ على أعضاء الأمن الداخلي والممتلكات العامة والخاصة، فسيصبح أمراً يستحق الإدانة وغير مقبول على الإطلاق”.
ويشهد وسط بيروت عمليات كر وفر بين القوى الأمنية والمحتجين التي اندلعت عصر السبت بين القوى الأمنية وعدد من المحتجين في محيط المجلس النيابي في وسط بيروت.
وأطلق المتظاهرون المفرقعات النارية والحجارة باتجاه عناصر مكافحة الشغب الذين يردون بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع بكثافة، وخراطيم المياه.
وسجلت عشرات الإصابات خلال المواجهات بين الطرفين، وعملت فرق الصليب الأحمر على نقل المصابين إلى المستشفيات القريبة.
ووصلت تعزيزات أمنية إلى وسط بيروت، لمكافحة أعمال الشغب والتعدي على الأملاك العامة والخاصة. كما وصلت قوة كبيرة من الجيش.
وعمد المتظاهرون إلى تحطيم زجاج عدد من السيارات التابعة للقوى الأمنية، كما عمدوا إلى تحطيم إشارات سير وبعض المحال الموجودة في المكان.