كلام فاضي
بقلم: البروفيسور آريه الداد – معاريف
في الصراع على احلال السيادة الاسرائيلية الكاملة على مناطق بلاد اسرائيل التي حررت في حرب الايام الستة طرأت هذا الاسبوع أربعة تطورات تستوجب المتابعة.
يوم الاحد انعقد مركز الليكود للبحث في السيادة. وفي الغداة صخب العنوان الرئيس في “اسرائيل اليوم”: “مركز الليكود يقر بالاجماع مشروع القرار لضم اجزاء من يهودا والسامرة”. في موقع “واللا!” قرأت: “مركز الليكود صوت مع ضم يهودا والسامرة”. أما موقع القناة 7 فانجرف في الموجات: “تصويت تاريخي – الليكود مع السيادة! كل البلاد لنا”. موقع “دافار ريشون” (المتبقي الاخير من صحيفة مباي “دافار”) صاغ عنوانه: “مركز الليكود يدعو الى احلال السيادة على مناطق يهودا والسامرة”، و”هآرتس” كتبت: “مركز الليكود يصوت بالاجماع مع ضم كل الضفة”. القلب كاد يتفطر سعادة.
تماما “هذا هو اليوم الذي أملت به. فرحت وابتهجت له”. إذن اين المشكلة؟
كما هو معروف، الشيطان يسكن في الاحرف الصغيرة. على ماذا صوتوا في مركز الليكود “بالاجماع”؟ “في ختام يوبيل على تحرير اقاليم يهودا والسامرة ومن ضمنها – القدس، عاصمتنا الخالدة”، كتب في مشروع القرار، “يدعو مركز الليكود منتخبي الليكود للعمل من أجل السماح لبناء حر ولاحلال قوانين اسرائيل وسيادتها على كل مجالات الاستيطان المحررة في يهودا والسامرة”. نبدأ من الامر الاساس: الاعلان لا يلزم احدا. هذا نداء تشجيع لنواب الليكود، ولا سيما لرئيس الوزراء. للطلب منه ان يجتهد ليرفع التجميد الفظيع الذي فرض على البناء. ان ينفذ كل الوعود التي نكثها في السنوات الاخيرة، للبناء في القدس، للبناء في بيت ايل، للبناء في معاليه ادوميم. الا يهدم في غوش عصيون. وان يحل السيادة. ليس على كل يهودا والسامرة. لا سمح الله، فهي ليست “قوة لاسرائيل”. ولا حتى كل مناطق ج، لا سمح الله، فهم ليسوا متطرفين. فقط “مناطق الاستيطان اليهودي”، تقريبا 5 في المئة من مساحة يهودا والسامرة، كما طلبوا. اي، مثلما قال وزير التعليم نفتالي بينيت في مقابلة مع بن كسبيت والموقع أدناه في راديو 103: “لقد ساروا على الخط مع الخطة التي اقترحتها قبل ست سنوات”. وحتى هو “اقترح” فقط ولم يفعل اي شيء عملي في هذا الشأن.
تصريح رئيس دولة هو فعل سياسي. اما تصريح حزبه فلا يلزمه او يلزم الدولة في شيء. لعل له اهمية عامة، ولكن سبق أن رأينا بان حتى “دستور” الليكود، الذي يقول انه لن يقوم اي كيان سياسي غير اسرائيل غربي نهر الاردن – لم يتردد نتنياهو في أن يخرقه في خطاب بار ايلان. يبدو ان اعضاء مركز الليكود نسوا بانهم يحكمون الدولة منذ سنوات عديدة ولم يفعلوا شيء بعد لاحلال السيادة. في 1967 أحلت حكومة ليفي اشكول (مباي) السيادة في شرقي القدس. وأحل بيغن القانون على هضبة الجولان في 1981 ولكنه امتنع عن ضم المنطقة. ومنذئذ ينشغلون في الليكود بنداءات التشجيع لانفسهم لعمل شيء ما.
ولماذا العناوين الرئيسة الفضائحية عن “ضم كل يهودا والسامرة” و “قرار تاريخي”؟ كلما كانت الكلمات منتفخة اكثر وفارغة اكثر – فهذا دليل ومؤشر واضح على أنه يختبىء وراءها لا شيء هائل. اليسار يناكف (حين يعرف بانه لا يوجد شيء يناكف عليه)، واليمين يتبجح (حين يعرف بانه لا يتبجح على شيء). عندما يكون الليكود لا يزال يحاول بعد 40 سنة من ثورة الليكود ان يتخذ صورة كمن يعتزم صباح غد احلال السيادة – فان هذا تصريح باعث على الهزء. عليل.
وفي احدى الساعات الاخيرة من ليالي التشريع هذا الاسبوع اتخذت الكنيست تعديلا للقانون الاساس: القدس. مرة اخرى: “قرار تاريخي! من الان جبل الزيتون، البلدة القديمة، جبل البيت ومدينة داود – لنا الى الابد. لن تكون بعد اليوم مناورات سياسية تسمح بتمزيف عاصمتنا”، تبجح الوزير بينيت.
وبالفعل، ينص القانون باحرف منيرة للعيون، بان من الان فصاعدا سيكون مطلوبا اغلبية خاصة من 80 نائبا على تسليم اجزاء من القدس في “تسوية سياسية”. رائع. بالفعل القدس آمنة. الى أبد الآبدين. ومرة اخرى، فعل الشيطان، الاحرف الصغيرة: من أجل الغاء “مادة أبد الآبدين” هذه يكفي 61 نائبا.