في واشنطن – هيستوريا (تاريخ) في الاعلام هيستيريا (هوس)
بقلم: درور ايدار – إسرائيل اليوم
يا لها من دراما. في الوقت الذي يلتقي فيه رئيس الوزراء نتنياهو بالرئيس ترامب ويبحر على أجنحة المعادلة التاريخية بين تصريح ترامب ونقل السفارة الى القدس وتصريح كورش، وتصريح بلفور والاعتراف الفوري بالرئيس الامريكي هاري ترومان بعد اعلاننا الاستقلال – علم في البلاد عن شاهد ملكي آخر، هذه المرة نير حيفتس، الذي لعله يوفر للشرطة الدليل الذهبي الذي تبحث عنه. مشكوك جدا أن يحصل هذا. فمن شأن حيفتس ان يفتح صندوق المفاسد غير المرتبطة بالضرورة برئيس الوزراء.
ومن المستنقع الاسرائيلي المستعرق – عودة الى واشنطن. في مؤتمر ايباك، الذي تحول من لوبي يهودي من اجل اسرائيل الى اجتماع لعموم يهود الولايات المتحدة، القى أمس رئيس غواتيمالا خطابا وأعلن هو ايضا في ظل تصفيق الجمهور عن نقل سفارة بلاده الى القدس (فوجئت من قلة التصفيق للخطاب الذي سبقه، خطاب آفي غباي).
تحصد الدبلوماسية الاسرائيلية انجازات تاريخية، فقط كي تسقط من الاعلى الى الاسفل لتحقيقات الشرطة وبشائر ايوب في الاعلام.
هذه الثنائية لا تطاق. كونان منفصلان، وفي الوسط مواطنو اسرائيل يترنحون امام هجمة هائلة على وعيهم.
ليست السفارة وحدها تنتقل الى القدس بخلاف معظم التوقعات المعادية، بل المسألة الفلسطينية ايضا تنجر كحمل اضافي. يتحدثون عن امكانية مداولات بين اسرائيل والفلسطينيين. عصر اوباما اختفى وكأنه لم يكن. لقد اثبت ترامب بانه يعرف كيف يكفر بأفكار المؤسسة القديمة.
فهل في النزاع على البلاد ايضا سيجتاز الروبيكون ويطرح فكرا جديدا؟
لقد فضلت وزارة الخارجية في الغالب القضية العربية على تلك الاسرائيلية. (تقريبا) مئة سنة من المفاوضات منذ اتفاق وايزمن – فيصل في 1919 وحتى عصرنا، اثبتت بالاشارات وبالرموز بان عرب البلاد غير معنيين باقتسام البلاد مع اليهود وبدولة مستقلة.
لقد كان نشاطهم موجه دوما لحرمان اليهود من العودة الى صهيون. فماذا تجدي خطة سلام اخرى. لعلها مخصصة لترامب نفسه كي يرى بأم عينيه مسرحية العبث. لقد سبق أن اعلن بانه لن يكون سلام دون عودة الفلسطينيين الى طاولة المفاوضات. حسنا.
فقد جلسوا بما يكفي في الوقت الذي امتلأت فيه شوارع اسرائيل بالعمليات. والان بدلوا عمليات الدم بالعمليات الدبلوماسية. وعندها ستأتي وفود اخرى الى المنطقة لتربع الدائرة. وسيلعب الفتيان امامنا.
في مؤتمر ايباك سمعت قلقا واحدا مشتركا لعموم الناس الذين تحدثت معهم – اصحاب مناصب مختلفة في الشتات وفي اسرائيل: هل سنتمكن من وقف الانجراف الهائل للاختفاء الهاديء ليهود الولايات المتحدة من أوساط الشعب اليهودي. مسألة هوية الجيل الشاب تحوم فوق كل الاجتماعات.
اسرائيل، بصفتها الوطني القومي للشعب اليهودي، ستكون مطالبة بان تقود الكفاح في هذه الجبهة. قبل اكثر من الفي سنة ثبت هيلل الشيخ قوله “ان لم أكن أنا لي – فمن لي؟”. وقال ايضا: “إن لم يكن الآن – فمتى؟”.