ثقافة

في غزة: إنجاز جديد في علاج وتقويم “تقوس العمود الفقري”

تمكن مركز الأطراف الصناعية في قطاع غزة، من بث الأمل في نفوس العديد من مرضى “تقوس العمود الفقري”، بعد أن استطاع تحقيق انجاز هو الأول من نوعه في مجال علاج المرض.

ويُعرفُ “تقوس العمود الفقري” بأنه حالة مرضية تصيب العمود الفقري وتسبب له انحراف (ميلان) من جهه إلى جهة، واستدارة الفقرات أيضا بهذا الاتجاه بحيث لا يكون فيها العمود الفقري عموديا، وفي هذه الحالة تتشكل انحناءات عدة تحت تأثير ثقل الجسم التي تشكل في بعض الأحيان شكل حرف (S).

وانحرافات العمود الفقري الاقل من 10° تصيب 3-5 من 1000 شخص، وبالنسبة للإنحرفات اقل من 20° فهي تقريباً متساوية في الاناث والذكور، اما الانحرافات الأكبر من 20° فهي تصيب شخص واحد من بين 2500 شخص، وبشكل عام، تصاب 2% من الإناث بالمرض، بينما يصاب 0.5% من الذكور، حسب هيئات طبية عالمية.

ونجح الأخصائي في الأطراف الصناعية وتقوس العمود الفقري د. أحمد جمال العبسي في التعاطي مع حالات عديدة تعاني من تقوس العمود الفقري، وحقق نسبة نجاح كبيرة على صعيد تقويم العمود الفقري لبعض المرضى.

ويوضح الأخصائي العبسي والذي تلقى منحة دراسية من مركز الأطراف الصناعية ومؤسسة الصليب الاحمر في (تنزانيا) لدراسة تقوس العمود الفقري نظرياً وعملياً يوضح أن قطاع غزة بحاجة ماسة لتلك العلوم التي تُعنى بتقوس العمود الفقري وتقويمها.

ويشير إلى ان الحالات التي تخضع للتقويم هي من عمر سنة إلى 14 سنة، وهي التي يكون فيها العمود الفقري في مرحلة التكوين، وهي المرحلة القابلة للعلاج بشكلٍ مثالي.

وتقوم فكرة تقويم انحراف العمود الفقري على تركيب جهاز مصنوع من بلاستيك خاص بمعايير ومقاييس محددة تسمح بتقويم الانحراف، ويعتمد نجاح نسبة الجهاز على درجة التقوس وعمر المريض، ومن الممكن ان يعالج الجهاز الانحراف بشكل كامل للأعمار الصغيرة، لكن الكبيرة مكتملة التكوين يعمل الجهاز على وقف زيادة درجة الانحراف.

وأوضح ان المواد الخام التي يستخدمها في صناعة الجهاز متوفرة، حيث تؤمن مؤسسة الصليب الأحمر المواد الخام والأجهزة المساعدة الأخرى المتعلقة بالأطراف الصناعية.

وبعد تركيب الجهاز يتم متابعة الحالات داخل المركز كل 3 شهور، لمعرفة مدى استفادة المريض من الجهاز، وللقيام بتعديلات على الجهاز تتعلق بالحجم والفحص الدوري، ويعتمد المركز عند صناعة الجهاز على صور الأشعة التي تخضع لقياسات دقيقة لضمان نتائج سليمة.

 مدير مركز الأطراف الصناعية د. حازم الشوا اكد ان المركز يقدم خدمات مجانية لذوي الأعضاء المبتورة وبعض الاشخاص الذين بحاجة إلى أطراف تعويضية، مشيراً أن المركز يخدم 7500 شخص، منهم 1000 حالة بشكل دوري.

واوضح الشوا مسبقا أن أعداداً كبيرة تعاني من “البتر” بسبب الحروب والتوغلات المتعددة التي ينفذها جيش الاحتلال، بالإضافة إلى حوادث، وأصحاب الأمراض المزمنة كالسكري والسرطان، مشيراً أن المركز يمتلك طاقم مميز وذوي خبرات عالية في مجال تركيب الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية، كما ويحوي 5 خبراء في صناعة وتركيب الأطراف الصناعية حاصلين على اعترافات وشهادات دولية في هذا المجال.

وأشار إلى ان عمل المركز يقوم في صناعته للأطراف الصناعية، والأجهزة التعويضية ضمن خطة زمانية وعملية محددة، ولا يقوم في عمله على ردات الفعل.

ويعمل المركز في مجال أجهزة الشلل والذي كان يعتبر مرض مستعصي حتى العشر سنوات الأخيرة حيث تمكنت الطواقم الطبية من القضاء عليه بشكل كامل، موضحاً قدرته على تصنيع الأجهزة التي تتعامل مع حالات الشلل.

ويقدم المركز الخدمات للمرضى المختلفين ذوي الإصابات المؤقتة والعابرة عن طريق الأجهزة المساعدة من مشايات، عكاكيز، وساند بأشكال مختلفة تساعد المريض في استمرارية الاعتماد على ذاته.

 ويقوم المركز بصناعة الأطراف والأجهزة بأشكالها المختلفة: طرف سفلي ( بتر تحت الركبة ) فردي ومزدوج . طرف سفلي ( بتر فوق الركبة ) فردي ومزدوج، طرف علوي ( بتر تحت الكوع) فردي ومزدوج، طرف علوي ( بتر فوق الكوع ) فردي ومزدوج .

 ويقوم بصناعة أجهزة تقويم العمود الفقري: ملوكي – بوسطن – جاكيت بلاستيك،  الكراسي المتحركة بأشكالها واستخداماتها المختلفة، ماشيات من الألمنيوم الخاص بأشكالها وخدماتها المختلفة، عكاكيز خشبية وألمنيوم بأشكالها واستخداماتها المختلفة، سواند الأقدام المختلفة، الأحذية الطبية بأشكالها التعويضية المختلفة في القصر والطول.

ومركز الأطراف الصناعية هو الوحيد في القطاع الذي يخدم ذوي الاحتياجات الخاصة، ويعمل المركز التابع لبلدية غزة على مساعدة حالات البتر في القدمين أو الساقين لتوفير طرف صناعي، بالإضافة إلى توفير الأجهزة المساندة حيث يستطيع المريض من خلال المركز متابعة حياته بشكل طبيعي بعد أن يتدرب على التعامل مع الأطراف والأجهزة المساندة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى