الأخبار

فلسطينيو بريطانيا: يجب التمسك بالمقاومة ونبذ الانقسام وإن كان ذلك مدعاة لذهاب السلطة

دعا كتاب ونشطاء فلسطينيون في بريطانيا قادة الشعب الفلسطيني إلى الاجتماع حول مقاومة الاحتلال، ونبذ كل عوامل الفرقة والانقسام حتى وإن كان ذلك مدعاة لذهاب السلطة.

جاء ذلك في الجلسة الثالثة لمجموعة التفكير “Think-Tank”، التي استضافها المنتدى الفلسطيني في بريطانيا وتناولت الوضع الفلسطيني الداخلي، وسبل توحيد الجهود لدعم انتفاضة القدس وصمود الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وشارك في الندوة، التي أدارها الدكتور أديب زيادة، كل من الباحث في الشأن الفلسطيني محمد صوالحة، ورئيس تحرير صحيفة “رأي اليوم” عبد الباري عطوان، والكاتب والإعلامي الفلسطيني ماهر عثمان، وحضرها نشطاء وإعلاميون فلسطينيون وعرب.

وأجمع المشاركون في الحوار على أن الساحة الفلسطينية بشقيها المفاوض في رام الله والمقاوم في قطاع تعيش مأزق انسداد الأفق، وأن هذا الانسداد لا حل له إلا الحوار والتوافق على برنامج نضالي موحد جوهره مقاومة الاحتلال.

ورأى صوالحة في تشخيصه لجوهر الأزمة التي تعيشها الساحة الفلسطينية، بأنها “نابعة من عدم اعتراف بالآخر، وأن الانقسام الفلسطيني الذي حصل عام 2007 لم يكن إلا ثمرة لعدم اعتراف النخب الفلسطينية بالآخر، الذي هو في الحالة الفلسطينية حركة حماس”.

وأضاف: “لقد جرت انتخابات عام 2006 ولم يتم الاعراف بنتائجها، هذا هو أصل المشكلة”.

وقد أكد عطوان مشاطرته الرأي بعقدة الاعتراف بالآخر المختلف، لكنه أضاف: “نحن أمام مشروعين: مشروع مقاوم انتهى بالحصار السياسي والمالي والعسكري، ومشروع سياسي انتهى إلى الفشل الكامل. وقد أثر ذلك على موقع القضية الفلسطينية في الأجندة الدولية”.

أما ماهر عثمان فأعاد مشكلة عدم الاعتراف بالآخر إلى وجود الاحتلال، واعتبر أن إنهاءه كفيل بحل هذه المشكلة.

لكنه أشار إلى أن أس المشكلة يكمن في أوسلو وليس في الانتخابات، وقال: “الانتخابات التي فازت بها حماس قامت في ظل أوسلو، وقبل بنتائجها عباس، والمطلب كان أن تقبل حماس بتبعات اتفاق أوسلو، أي القبول باتفاقيات منظمة التحرير وإسرائيل”.

بعد ذلك انتقل الحوار لنقاش القواعد الممكنة لحسم الصراع الفلسطيني، دعا في بدايته صوالحة إلى أن تحديد المسؤوليات مهم لعلاج المشكلة، وأن منطق تخطئة الجميع لا يساعد على تجاوز الوضع الراهن، وأشار إلى أن “محاولة قادة السلطة جر الجميع الفلسطيني إلى الاعتراف بإسرائيل أسوة بمنظمة التحرير غير مقبول”.

بينما رأى عطوان، أنه وفي ظل غياب المؤسسات الفلسطينية القوية الراسخة، في إشارة إلى منظمة التحرير والمجلس الوطني والمجلس المركزي، التي قال بأنها “كانت أيام الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قادرة على منع الانفراد بالرأي وفرضه”.

وأضاف: “نحن أصعب شعب في العالم ومحكومون بوصايا عربية علينا، الذي كان يحصن القرار هو المؤسسات، وهذه المؤسسات الآن غير موجودة، فالسلطة تنفرد بالقرار وحماس تنفرد بالقرار، والحل هو العودة إلى المؤسسات”.

وانتهى المشاركون بمناقشة أعمدة الوحدة، ممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة تفعيل مؤسساتها، والعودة إلى المقاومة باعتبارها القاسم المشترك بين الفلسطينيين، وأشاروا إلى أن مدخل ذلك هو الانتخابات، على الأقل في مستوى المجلس الوطني، وفق نظام السياسي نضالي ينطلق من التمسك بالمقاومة.

كما دعا المشاركون لتفعيل دور الشباب والمرأة في مؤسسات القرار الفلسطيني، وقيادة ثورة تربوية في وسائل الإعلام الجديد للإبقاء على جذوة القضية الفلسطينية.

وقد حضر مثال التوافق السياسي وتنازل الإسلاميين عن الحكم في تونس بقوة في الندوة، واعتبره عبد الباري عطوان نموذجا واقعيا يجب على الفلسطينيين أن يتعلموا منه، بينما أكد صوالحة أن التنازلات التي قدمتها “حماس” في كل المحطات السياسية الفلسطينية تفوق ما جرى في تونس، لكن الطرف الآخر لم يستجب لها.

كما حضرت في النقاش، مسألة المال السياسي والوصاية العربية والدولية، وبرزت نقطة خلافية في هذا المجال بالنسبة لتمويل “حماس”، حيث أشار عطوان لمصادر قطرية أو تركية، وهو ما نفاه صوالحة بالتأكيد على التمويل الذاتي للحركة.

واختتمت الندوة، التي استبقت بجدل ساخن على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بأبناء الجاليتين الفلسطينية والعربية، حول مشاركة عبد الباري عطوان فيها كاد يودي بالندوة برمتها، بإصدار توصيات تدعو الفلسطينيين لوقف نزيف الانقسام والعمل على فرض الشراكة السياسية ونبذ الاقصاء والتمسك بالمقاومة، والذهاب إلى الانتخابات على أساس نظام سياسي موحد لاختيار القيادة، وتكريس مبدأ التداول السلمي على المسؤوليات في كل المواقع.

وكان رئيس مركز الشؤون الفلسطينية في بريطانيا الدكتور ابراهيم حمّامي، الذي قاطع الندوة، قد انتقد مشاركة عبد الباري عطوان على خلفية ما قال إنه “موقف سلبي لعطوان من ثورات الربيع العربي عامة ومنالثورة السورية تحديدا”.

وهذا الموقف رد عليه رئيس المنتدى الفلسطيني الدكتور حافظ الكرمي، بالقول: “ان المنتدى حريص على جمع أصحاب الأراء والتوجهات السياسية المختلفة بغض النظر عن موقف المنتدى منها، وأن هذا ما تتطلبه مثل تلك النوعية من جلسات العصف الذهني حتى تحقق أهدافها في إثراء الحوار، والتعرف على وجهات النظر المختلفة في الشأن الفلسطيني الراهن، وفي ظل انتفاضة الشعب الفلسطيني المقاوم ضد الاحتلال” حسب قوله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى