فلسطين الجغرافيا والتاريخ

فقوعة .. قرية الصبر الفلسطيني التي استعادها أهلها من اليهود

فقوعة هي قرية فلسطينية قديمة وعريقة تقع في الجزء الشمالي الشرقي من الضفة الغربية ،حيث يعود تاريخها إلى العهد الكنعاني، أي أكثر من أربعة آلاف سنة وذلك استدلالاً بالكهوف والمغر الموجودة فيها، حيث يلاحظ كثرة الكهوف والمقابر والآبار القديمة ووجود معصرة زيتون والخروب والعنب في حبالها.

تقع فقوعة إلى الشمال الشرقي من مدينة جنين على بعد 11 كم في منطقة جبلية تسمى منطقة جبال جلبوع (جبال فقوعة)، وتتوسط القرية المسافة بين مدينة جنين في الجنوب الغربي ومدينة بيسان إلى الشرق والتي تبعد عنها 8 كم.

وتعتبر القرية ذات موقع متميز حيث أنها تعتبر حلقة وصل بين غور الأردن شرقا ومرج بن عامر غربا، كما أنه ومن القرية يمكن مشاهدة جبل الكرمل غربا، كما يمكن مشاهدة جبال عجلون وقلعة صلاح الدين الايوبي في اعالي جبال عجلون شرقا ،هذا وبالإضافة إلى قمة جبل الشيخ وجبل الطور وجبال الجليل في الناصرة. ويحيط بالقرية من الجنوب قرية جلبون ومن الغرب قرى بيت قاد، المشروع، ومن الشرق غور الأردن ويحيط مل نم دير غزالة والجلمة، مقيبلة والمزار بأراضي القرية.

وبعد حرب 1948 استولى الصهاينة على معظم أراضيها، وانسلخت عنها معظم أراضيها. تبلغ مساحة أراضيها (10100) دونما يحيط بها أراضي قرى جلبون، وبيت قاد، ودير غزالة، وعربونة، والمزار. وقدر عدد سكانها في عام 1922 (553) نسمة وعام 1945 (880) نسمة، وعام 1967 حوالي (1100) نسمة وعام 1987 حوالي (1800) نسمة وفي عام 1997 بلغوا (2604) نسمة وفي سنة 2007 بلغوا (3588) نسمة. تحتوي فقوعة على آثار محلة قديمة ومدافن وصهاريج منقورة في الصخر ويقع إلى جوارها مجموعة من الخرب التي تضم مواقع أثرية. لقد احتل اليهود القرية عام 1948 نسفوا خلالها مباني القرية، وبعد انتهاء الهدنة الأولى تمكن سكانها والقرى المجاورة من إخراج الصهاينة منها ومن عرانة والجلمة وصندلة والمقيبلة وعربون ودير غزالة.

تنتشر على ألسنة الشعب الفلسطيني بعض الامثال, عن قرية فقوعة ومنها: (فش اوسع من شوارع فقوعة) و(والقمر ميل على على فقوعة) ولبعدها الشديد وموقعها في شمال الضفة ,(وين رايح … “ع فقوعة!”)

لقد وقعت في جبال فقوعة معركة بين العبرانيين بقيادة شاؤول وبين الفلسطينيين بقيادة جالوت وقد هزم العبرانيون في المعركة وكما أن معركة عين جالوت قد وقعت في أراضي القرية التي انتصر فيها المسلمون على التتار، وبناء على ذلك منع التتار من التقدم باتجاه مصر ،هذا بالإضافة إلى أن السيد المسيح قد مر بها حيث كان الحجاج ذاهبون سيرا على الأقدام في بداية الألفية.

لقد شارك أهل القرية في جميع الثورات التي قامت في فلسطين ضد الانتداب البريطاني والاحتلال الصهيوني ،فقد كانت جبالها للثوار حيث انطلقت شرارة ثورة عز الدين القسام والشيخ فرحان السعدي ،فبالقرب من إحدى عيون الماء الدافقة بين جبالها أطلقت النار على دورية للجيش الإنجليزي كانت تمر بالقرب من مخبأ الثوار حيث قامت الدورية بالاعتداء على أحد الرعاة بالضرب مما دفع الثوار لإطلاق النار وقتل جندي إنجليزي لتبدأ بعدها المطاردة.

لقد هاجم اليهود القرية عام 1948 بعد اتفاقية الهدنة الثانية ،وكان الهجوم من جهة الغرب، ولم يكن في القرية سوى الأطفال والنساء والشيوخ الذين فروا من منازلهم إلى القرى المجاورة، وقد قام اليهود بحرق وهدم بيوت القرية جميعها ودمروا المدرسة والمسجد أيضا خوفا من عودة أهل القرية إليها ومكثت القوات الإسرائيلة 40 يوم وكعادة اهل البلاد في ذلك الوقت فقد كانوا يهبون لنجدة بعضهم البعض فيخرج المقاتلين من القرى المجاورة (منطقة جنين). وقد تم تحرير البلدة على ايدي اهالي عرابة بقيادة توفيق مطلق بدوي عساف (أبو مشهور)الذين دخلوها قبل انتهاء الهدنة صباح اليوم الثاني من رمضان عام 1948م حيث جرت معارك شوارع وتم طرد اليهود منها وتحريرها قبل وصول باقي المجاهدين من القرى المجاورة وبدون تدخل من الجيش العراقي وأقام الجيش العراقي فيها معسكرا وقد سقط في المعركة تسعة شهداء وتكبد الاحتلال خسائر مادية جسيمة وقد غنم المقاتلون أسلحة ومعدات كثيرة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى