شؤون العدو

فرصته

 بقلم: أفرايم غانور – معاريف

بشكل طبيعي، تتطلع عيون كل يهودي بصفته يهوديا هذه الايام من شهر تشري، في بداية السنة العبرية الجديدة، نحو الغد، نحو السنة التالية. الواضح هو أن الواقع حول دولة اسرائيل ليس بسيطا، يثير القلق وبالاساس يستدعي من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ان يتسامى، ويخرج من المستنقع السياسي الذي تراوح فيه حكومته منذ زمن ويكف عن العابه للبقاء السياسي وعن انشغاله بالتوافه وفتات السياسة والذي يميز سلوكه وسلوك حكومته.

لقد وقع في طريق رئيس الوزراء نتنياهو واقعا سياسيا دوليا  لا يحصل الا لمرة واحدة، اذا عرف كيف يستغله، يديره ويتصرف فيه برغماتية، بحكمة وبعقل سليم فانه كفيل بان يدخل التاريخ كمن غير وجه الشرق الاوسط وحقق حلا للنزاع الاسرائيلي – العربي – الفلسطيني الذي يعود الى مئة سنة.

في هذه الايام، حين تكون السعودية، مصر، دول الخليج، الاردن، العراق، لبنان وتركيا أيضا تنظر بعيون تعبة الى التعاظم الايراني، ونواياها التوسعية، والجهود التي لا تكل ولا تمل من جانب ايران لتصبح قوة عظمى نووية مع صواريخ بعيدة المدى والى حقيقة أن ايران التي تقف على رأس الاسلام الشيعي تهددها وتهدد السلام السني، فان دولة اسرائيل هي الشريك الافضل والاهم لاقامة التحالف المناهض لايران؛ محور قوة ضد تهديد محور الشر الايراني، سوريا، حزب الله وحماس بمشاركة ورعاية كوريا الشمالية.

لا شك أن في كل واحدة من تلك الدول المهددة من ايران توجد أكثر من رغبة كبيرة لاقامة هذا التحالف. والمفتاح لاقامته يوجد في اسرائيل، والشرط الاول لاقامته هو ايجاد حل للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. وهذا حل لا يمكن الوصول اليه الا من خلال التأثير والضغط من مصر، السعودية، دول الخليج والاردن على الفلسطينيين. في الواقع الحالي لا يمكن لاسرائيل ان تتوصل الى أي تسوية واتفاق مع الفلسطينيين طالما كانت حماس هي الطرف السائد. في الكيان الفلسطيني ليس لاسرائيل مع من وعلى ماذا يمكن الحديث، ولكن المفاوضات على التسوية المنطقية التي تكون مقبولة من دول التحالف وتقوم على أساس صيغة الدولتين للشعبين في حدود 1967 مع تعديلات وتغييرات حدودية في اعقاب كتل الاستيطان اليهودي كفيلة بان تؤدي الى اتفاق. وسيساعد في ذلك التأثير الكبير الذي للسعودية، دول الخليج، مصر، الاردن والجامعة العربية على السلطة الفلسطينية وحماس اللتين ستفهمان جيدا بان هذه هي الفرصة الاخيرة للوصول الى حل، وكل محاولة لربطها ستخلق له مشكلة اقتصادية، سياسية وامنية، حين ستنقطع كل أنابيب الدعم من الدول العربية.

فضلا عن الحل الهام والتاريخي الكفيل بان يولد من هذا الوضع، فان التحالف المناهض لايران، والذي يضم اسرائيل وقوتها العسكرية سيشكل قوة ردع هامة في وجه كل محاولة من ايران ومحور الشر للتهديد والاستغلال للواقع الناشيء في سوريا وفي العراق للسيطرة بمعونة الحرس الثوري، حزب الله والميليشيات الشيعية. مثل هذا التحالف سيشكل قوة شرق اوسطية جديدة يفتح امام اسرائيل الكثير من البوابات في العالم العربي، والذي كانت مغلقة في وجهها منذ ولادتها قبل نحو 70 سنة.

هذا بالفعل سيكون شرق أوسط جديد كفيل بان يغير وجهه وبالاساس يساهم في نمو وازدهار دولة اسرائيل والى جانبها الدولة الفلسطينية التي تعيش معها بسلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى