غزة.. إقامة الخيام الدائمة على الحدود استعدادًا لمسيرة العودة الكبرى
يواصل الفلسطينيون في قطاع غزة الاستعدادات والتجهيزات لانطلاق مسيرة العودة الكبرى، يوم الجمعة المقبل، والتي دعت لها “الهيئة الوطنية” لمسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، الممثلة بكل الفصائل والمؤسسات الفلسطينية.
وتقوم آليات ومعدات بلديات غزة المختلفة بتجهيز الأماكن التي سيكون فيها الاعتصام على طول الشريط الحدودي.
وذكر رئيس بلدية جباليا النزلة الواقعة شمال قطاع غزة، عصام جودة: “أنَّ البلدية شرعت منذ أيام بتهيئة المنطقة التي سيقام فيها معسكر الخيام شرق بلدة جباليا على بعد 700 متر من السياج الفاصل”.
وأضاف: “تم تسوية الأرض وشق طرق جديدة للوصول إلى المكان وإقامة حمامات منتقلة وإيصال مياه الشرب للمكان، وعمل ملاعب ومسارح وغيرها من المرافق التي تهيئ المعتصمين الإقامة أطول فترة ممكنة هناك”.
وقال المتحدث باسم مسيرة العودة، أحمد أبو رتيمة: “يتم تجهيز كل الخدمات للمسيرة، والأماكن التي سيتم فيها الاعتصام، وتحضير كل لوازمه؛ من مياه شرب وحمامات وملاعب وغيرها”.
وأشار أبو رتيمة إلى وجود ما وصفها بـ “خلية العمل النشطة” إلى جانب تشكيل لجان في كل المناطق تقوم بالعمل للدعوة للاعتصام.
وأردف: “كل القطاعات في غزة تعمل، وهناك صورة وحدوية وتعاون كامل من مختلف الأجهزة والفئات”. مجددًا التأكيد أن “الاعتصام مدني سلمي سيمارس فيه أنشطة ثقافية واجتماعية وإعلامية ورياضية وترفيهية”.
واعتبر أن مسيرة العودة والاعتصام المقرران يوم الجمعة 30 آذار الجاري، “أسلوب نضالي جديد، يتم من خلاله محاصرة الاحتلال عبر الحشد السلمي والكاميرا”.
ولفت النظر إلى أنه سيتم عبر الاعتصام المفتوح، إرسال رسائل “تذكر كل العالم بقضيتنا الأساسية، وأننا شعب اقتلع من أرضه ويريد أن يعود إلى دياره التي هجر عنها”.
وذكر الناشط أبو رتيمة، أن “سيبدأ التحرك صباح الجمعة وستقام صلاة الجمعة بالقرب من السياج العازل على طول الشريط الحدودي في كل منطقة”.
من جانبه، صرّح خالد البطش؛ منسق الهيئة الوطنية، القيادي في حركة “الجهاد الإسلامي”، بأن مسيرة العودة “أسلوب نضالي مستدام ومتراكم، وليست فعاليةً موسميةً أو حدثًا ليوم واحد فقط، وستستمر حتى تحقيق العودة الفعلية للاجئين الفلسطينيين”.
وتابع البطش “ستكون مسيرة وطنية متجاوزة للاختلافات السياسية، يلتقي فيها الفلسطينيون بمختلف مكوناتهم على القضية الجامعة المتمثلة في عودة اللاجئين، وهي مسيرة شعبية وطنية تتصدرها العائلات”.
وبيّن القيادي في “الجهاد الإسلامي”، أن “عدم إنجاز حق العودة مبرر لمواصلة المسيرة مهما بلغ مداها الزمني، ولا علاقة لها بأي صفقات أو عروض سياسية من أي جهة كانت”.
ونوه إلى أن المسيرة “تستند إلى القرارات الدولية؛ وأبرزها الفقرة 11 من قرار الأمم المتحدة رقم 194 والذي يدعو صراحةً إلى عودة اللاجئين الفلسطينيين في أقرب وقت إلى قراهم وبلداتهم”.
ودعا إلى أن تخلو المسيرة، ذات الطابع السلمي، من أي مظاهر للسلاح، وأن تعتمد أسلوب الاعتصام المفتوح، ونصب الخيام وإقامة حياة اللجوء بالقرب من السلك الفاصل مع الداخل المحتل 48، واستجلاب وسائل الإعلام الدولية لإيصال رسالتها إلى كل العالم.
وعقد اليوم الثلاثاء، “علماء فلسطين” مؤتمرًا صحفيًا في مدينة غزة، أكدوا مساندتهم ومشاركتهم في مسيرة العودة وكسر الحصار.
وتسعد دولة الاحتلال، لمواجهة المسيرة والاعتصام الدائم على طول الحدود بعدة خيارات، طرحها الإعلام العبري.
وأكدت القناة العبرية “13” أن المجلس الوزاري الصهيوني المصغر “الكابينيت” يقدم مقترحًا جديدًا لمنع الجماهير من الوصول إلى السياج الفاصل من جهة غزة، وذلك بعمل إنزال الأدوية والمواد الغذائية على مسافة بعيدة عن منطقة السياج وقريبة من المسيرات.
وتحدثت صحيفة “هآرتس” العبرية، في عدها الصادر اليوم الثلاثاء، عن عدة سيناريوهات ممكن أن يواجهها جيش الاحتلال خلال هذه المسيرة.
وأوضحت أن من أخطر السيناريوهات، خلال مسيرات النكبة، توجّه متظاهرون فلسطينيون إلى المعابر في قطاع غزة (كرم أبو سالم، بيت حانون- إيرز) ما يدفع قناصة الجيش لإطلاق النار عليهم لإيقافهم.
وتابعت: “وفقًا لنفس السيناريو سيتم بث صور الشهداء إعلاميًا للخارج، وفي ذات الوقت ستقوم حماس بإطلاق الصواريخ على غلاف غزة (بئر السبع وعسقلان)، وسوف يرد الجيش بقسوة كما قد ينتقل التصعيد إلى الضفة الغربية وسيزداد الصراع بين الجانبين”.
وأضافت: “السيناريو الآخر الذي يستعد الجيش “الإسرائيلي” له هو حالة يحاول فيها الفلسطينيون ضرب الجنود بقنابل يدوية أو نجاحهم في عزل جندي واختطافه”.