شؤون العدو

على الاحتجاج ان يتخذ جانب الحذر.. على ألا يقفز لهم الجربوز

 

بقلم: بن – درور يميني – يديعوت 

للمعسكر الوطني الحقيقي، ولا، هذا ليس الليكود بل المعسكر الذي يسعى الى دولة يهودية، ديمقراطية وغير فاسدة، يوجد أمل حقيقي في العودة الى الحكم. يمكن التقدير بان نحو ثلث مصوتي الليكود ملوا طريق نتنياهو. صحيح، توجد له انجازات، صحيح، الهجمة عليه كانت مرات عديدة شريرة، مبالغ فيها، مزدوجة الاخلاق ومفعمة بالاكاذيب، الاخطاء والتلاعبات. ولكن ليس بعد اليوم. ما كان يمكن ادعاؤه قبل سنتين وثلاث وخمس، عن حق كبير، لم يعد ممكنا ادعاؤه اليوم. شيء ما تغير.

هذا في هذه المرة هو نتنياهو وعصبة الفاسدين العاملين باسمه. هذا في هذه المرة هو الفساد العام، وربما الجنائي ايضا، يصرخ الى السماء. لم يعد ممكنا هذ المرة القول: كلهم كانوا هكذا، والمهم انه يوفر البضاعة. ليسوا كلهم كانوا هكذا، ومن كان هكذا فقد دخل السجن.

في الموضوع المركزي في العقد الاخير – التهديد الايراني – تكبد نتنياهو فشلا ذريعا. ايران تتعزز. تهديد حزب الله آخذ في أن يصبح تهديدا متداخلا، ايران حزب الله. ومع كل الاحترام للقصف هنا وهناك، لم يمنع هذا من خلق الرواق الذي يؤدي من طهران الى شواطيء البحر المتوسط والتسلح الهائل لحزب الله. ولكن ليس على الفشل الايراني سيقوم أو يسقط شيء. فهو يوضح فقط حجم الفشل. لان السلوك الفاسد لنتنياهو يضرب ارقاما قياسية.

ليس واضحا اذا كان الفساد سيؤدي الى لائحة اتهام جنائية، ولكن حتى بدون الجانب الجنائي فالحديث يدور عن فساد عام لم تشهد له اسرائيل مثيلا. هذا فساد هناك خوف، خوف فقط، ان يكون مس بالمصالح الوطنية. هذا فساد أثر أغلب الظن ايضا على اتخاذ قرارات استراتيجية. هذا فساد قد لا يكون يلمس رئيسي كينيا ورواندا ولكنه بالتأكيد يمس بمصالح اسرائيل في مكان مثل المانيا، التي ربما لن تقر صفقة الغواصات.

هذا الفساد، الذي يتضمن تهكما مذهلا، أدى بنتنياهو الى مس شديد في العلاقات بين اسرائيل ويهود الولايات المتحدة. هذا لم يكن ضروريا. ائتلافه ما كان سيتفكك لو لم يخضع للاصوليين المتزمتين في مواضيع المبكى والتهويد. ولكن نتنياهو اتخذ التنازل لانه في نظره أهم بكثير من المصلحة الوطنية. فلا يتحدث إذن باسم المعسكر الوطني. لانه يقف الان على رأس بلاط بيزنطي ومناهض للوطنية.

ومع ذلك، هناك احتمال جدي أن يبقى نتنياهو في الحكم. ليس لانه رائع، بل لان المعسكر الوطني الحقيقي، الذي يضم ثلث مصوتي الليكود، لن ينجح في تحقيق طاقته الكامنة التاريخية. فقد سبق أن كنا في هذا الفيلم. لقد فشل المعسكر الوطني الحقيقي لانه في هذه المرة أو تلك قفز له الجربوز ودفع مصوتي الليكود الى العودة الى الحزب الام. هذا ليس جربوز الشخص. بل متلازمة جربوز. انه التحقير الذي يبديه جزء من اليسار لمصوتين اليمين. انه الاستخفاف بهم، التعالي عليهم، عدم الاستعداد للفهم بانهم الناس الاهم في احتمال التحول السياسي.

وهذا ليس كل شيء: المعسكر الوطني الحقيقي يمكنه أن يكون حمائميا ويمكنه ان يؤيد الدولتين أو الفصل؛ هذا ليس ما سيمنع الـ 5 – 10 مقعدا التي تخلق الامل في التغيير. ما من شأنه أن يمنع هو الربط بين قسم من اليسار، بما في ذلك الصهيوني، مع جهات مناهضة لاسرائيل. إذ انهم في الخيار بين نتنياهو الفاسد وبين المعسكر الذي يؤيد “نحطم الصمت” سيفضلون الاول. يائير لبيد فهم هذا منذ الان. واذا كانت الكتلة الوطنية الحقيقية لم تفهم هذا، فانها لن تمس فقط بذاتها بل وبلبيد ايضا.

لقد كانت المظاهرة في منتهى السبت بالتأكيد علامة طريق. السؤال هو فقط اذا كان المعسكر الذي يمكن أن يتبلور هناك سيبدي عطفا على القائمة المشتركة، على موسي راز الذي يعتقد انه يجب اصلاح تصريح بلفور المشوه في نظره، وعلى “نحطم الصمت” الذين اصبحوا جزء من حملة التشهير، ام على اليمين المعتدل الذي ينفر من نتنياهو في الاشهر الاخيرة. لا يوجد أي احتمال لان يتراجع نتنياهو عن طرقه السيئة، ولكن يوجد احتمال حقيقي في أن المعسكر الذي مل الفساد، وبالاساس اليسار – الوسط، ان يكرر الاخطاء القديمة. يجدر به أن يتخذ جانب الحذر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى