صوت الحريّة لا الشهرة.. ريم بنّا “شخصية فلسطين الثقافية للعام 2016”
لم تقف الفنانة والملحنة والناشطة الفلسطينية ريم بنا (50 عاماً) مكتوفة الأيدي أمام ذلك المرض العضال “السرطان” الذي حلّ بها وتقاومه منذ سنوات طويلة.
غنّت ريم، صاحبة الصّوت الحنون، الكثير من الأغاني للأرض والتراث والأسرى والأطفال والحرية والجليل، والكرمل.. كان صوتها المقاوم سلاحاً بوجه سرطاني الاحتلال والجسد.
ريم تختصر نضال المرأة الفلسطينية
هذه الرسالة المقاومة التي حملتها ريم من خلال صوتها العذب، أهّلتها لتكون شخصية فلسطين الثقافية للعام 2016.
فقد أعلنت وزارة الثقافة الفلسطينية، أمس الأحد 13 آذار (مارس)، الفنانة ريم بنا شخصية فلسطين الثقافية للعام 2016 تقديراً لمسيرتها الطويلة في الغناء من أجل فلسطين وأطفالها.
وجاء الإعلان في حفل افتتاح فعاليات أيام الثقافة الوطنية الفلسطينية في رام الله، الذي يتزامن انطلاقها مع ذكرى ميلاد الشاعر الفلسطينيّ محمود درويش.
وزير الثقافة الفلسطينية إيهاب بسيسو قال خلال الافتتاح أنّ الثقافة الفلسطينية أحد أهم سبل الصمود في الأرض وتثبيت الهوية والحق.
وأكّد بسيسو أنّه تمّ اختيار بنّا بناءً على ذلك الصمود والعناد والعمل والأمل الذي مثلته، معتبراً أنّها تختصر كل ما نريد قوله عن فلسطين ونضالها وعن المرأة الفلسطينية”.
صوت الحريّة لا الشهرة
لم تكن ريم، فنانة كباقي الفنانات اللاتي يحلمن بالشهرة والغنى ولفت الأنظار، لكنها اعتبرت فنها هو السلاح الذي ستستخدمه لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي، الذي هجّر شعبها واغتصب أرضها.
ورغم الشّلل في أحد أوتارها الصوتية الذي أوقفها عن الغناء، تقول ريم «ما أعرفه جيداً هو أنّني سأظل أقاوم وأجتهد لتحسين صوتي، الذي كان سلاحي الوحيد ضد الاحتلال وإرهابه.. لا أعرف إن كنت سأنجح، لكنّني سأستمر كفنانة وكناشطة من أجل الحرية».
وبعد تكريمها بلقب شخصية فلسطين الثقافية لعام 2016، اعتبرت بنّا ذلك “تكريماً لفلسطين التاريخية ولأرواح الشهداء ولكل الأسرى واللاجئين الذين ننتظر عودتهم”.
وتلقت ريم خلال مسيرتها الفنية في العقدين الأخيرين عدة جوائز أبرزها تكريمها كشخصية العام وسفيرة السلام في إيطاليا عام 1994، وشخصية العام من وزارة الثقافة التونسية عام 1997، كما فازت بجائزة ابن رشد للفكر الحر عام 2013.