شؤون العدو

سياسة المقاطعة ليست هي الحل

بقلم: عدنان اوكتر – اسرائيل اليوم

مفاهيم مثل سلام، حقوق انسان وعدالة اجتماعية كانت دائما هدفا للتشويه وللاستغلال السياسي. احيانا قليلة يتشككون باستقامة الحركات الداعية الى هذه الحقوق. بالرغم من حقيقة أن حركة الـ “بي.دي.أس” تطرح اسلوبها كنضال غير عنيف من أجل العدل للفلسطينيين، فانها بالضبط على عكس ذلك. عندما تلاحق رجال الاعمال، شركات، مبادرين، فنانين واكاديميين اسرائيليين في شتى ارجاء العالم، حركة الـ “بي.دي.اس” بعيدة جدا من تحقيق السلام والاخوة.

هذه الحركة ومجموعات راديكالية اخرى شريكة في ايديولوجية واحدة ويتحدثون نفس لغة الكراهية لاسرائيل. هدفها هو التأثير نفسيا على المجتمع بواسطة تلقين المواعظ، وفعليا هي معارضة للسلام مع اسرائيل. بتشغيلها عدد كبير من الناشطين السياسيين والاكاديميين لفرض مقاطعات ضد الاسرائيليين، مظاهرات وعقوبات، فان “بي.دي.أس” تعارض مجرد وجود اسرائيل وترفض حل الدولتين. أحد مؤسسيها، عمر برغوثي، يعبر عن ذلك بصراحة في خطاباته غير الموجهة لوسائل الاعلام. هذا هو السبب لان أعمال نشطاء الـ “بي.دي.أس” تستغل من قبل منظمات الاسلام الراديكالي.

“بي.دي.أس” أيضا تستغل رموز اسلامية، بالرغم من أنها ليست حركة اسلامية. حكومة يسار راديكالي مناوئة لاسرائيل واوساط سياسية واجتماعية مؤيدة للعنصرية اللاسامية يقدمون للحركة مساعدات مالية ولوجستية كبيرة شبيهة بالطرق الدعائية والتحريضية الماركسية، تحاول الـ “بي.دي.اس” تجنيد دعم الجمهور المسلم لمساعدة ادعاءات ترتكز على الاسلام. ولكن هذه الايديولوجيا المبنية على مواجهة مع اسرائيل وعن السعي لطرد اليهود من وطنهم ليس لها أي اساس في القرآن.

المقاطعة للشركات الاسرائيلية تضر بالفلسطينيين اكثر من أي جهة اخرى: كثيرون منهم والذين يعملون في ظروف جيدة جدا في شركات اسرائيلية تحولوا الى ضحايا المقاطعة الممنهجة ضد اسرائيل. في أعقاب ذلك اغلقت اماكن عَمَل عَمِل فيها سوية اليهود والمسلمون، الاسرائيليون والفلسطينيون وفجوة مصطنعة خلقت بين الشعبين، ايضا في الاماكن التي يعيشون فيها بسلام وتعايش مشترك.

وأخيرا ان الـ “بي.دي.اس” تشوه الحقائق وتستغل مظالم تاريخية: كل شخص كان في يوم ما في اسرائيل أو ان مقاربته لهذا الموضوع منطقية، سيعترف بحقيقة أن العرب والمسلمون يتمتعون في اسرائيل بحقوق وحريات اكثر من أي دولة في الفضاء العربي الاسلامي. الحصار على غزة، العمليات العسكرية لاسرائيل في الضفة الغربية ووسائل مثل الجدار الامني، والتي هي جزء من الادعاءات المركزية للـ “بي.دي.أس” ليس سوى وسائل حيطة غير مرغوبة ولكنها ضرورية، والتي تم اتخاذها بعد سنوات من ارهاب الانتحاريين والهجمات الصاروخية على المواطنين. الحكومة الاسرائيلية تؤكد على رغبتها في الغاء هذه الاجراءات اذا وجدت ظروف في السلام والامن.

بواسطة الخطاب الهجومي والدعاية الهدامة للـ “بي.دي.أس” يساهم  ذلك باستمرار النزاع. ان كيانا يريد حقا مصلحة الفلسطينيين، لا يتنازل بكونه كذلك لصالح سياسة تدعو الى العداوة ضد اسرائيليين ويهود. هي تدين بشدة الاعمال الارهابية، هجمات الصواريخ والانتحاريين الذين يتسببون باتخاذ وسائل الحيطة تلك. وعندها تطرح حلولا تربوية عقلانية تحيد هذه التهديدات وتزيل نغمات الكراهية، وفوق كل شيء – تسعى الى بناء بيئة مزدهرة، تمكن لكلا المجتمعين من البناء والعيش معا بروح السلام والاخوة الحقيقي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى