سلوان: مساعٍ استيطانية لا تنتهي ومحاولاتٌ مستمرّة لطمس معالم البلدة
“واد الربابة”، في قلب القدس المحتلّة، وإلى الجنوب من المسجد الأقصى، أحد أحياء بلدة سلوان، والذي يغزوه الاحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنيه، زوراً وبهتاناً، محاوِلاً بكلّ الطرق سرقة معالمه وتغييرها، والاستيلاء على كلّ ما هو تاريخيّ به، كما غيره من أحياء المدينة المقدّسة.
يقع وادي الربابة على مساحةٍ تبلغ نحو 210 دونمات، يعيش فيها 800 مقدسي في ظروف حياتية قاسية، سببها مضايقات أذرع الاحتلال المختلفة سعياً لطردهم من أراضيهم.
وفي محاولةٍ لتغيير المعالم، أصبح أهالي الحيّ في الحادي والثلاثين من أغسطس الماضي، على إقدام مجموعة من المستوطنين التّابعين لما تُسمّى بسلطة الطبيعة، وبحمايةٍ عنصريةٍ من شرطة الاحتلال على هدم “جدارٍ – سورٍ” استناديٍ في الحيّ، هذا الجدار بطول 10 أمتار يقع في محيط أرضٍ زراعيةٍ تعود لعائلة سمرين في الواجهة الجنوبية بمنطقة واد الربابة بسلوان.
محاولةٌ لتغيير المعالم
هدم السور لم يأتِ اعتباطياً، أو حتّى لمجرّد العنصرية اللّا منتهية من قبل المستوطنين، إنّما هو ضمن استراتيجية اتّبعها المستوطنون بحماية قوّات الاحتلال في الحيّ كغيره من أحياء وبلدات القدس المحتلّة، حيث الاستيلاء غير القانوني على كلّ ما هو تاريخيّ لمحاولة طمس تاريخ المدينة وأهلها.
سورٌ بعمر الـ50 عاماً، يقع في منتصف أراضي المواطنين بواد الربابة، قال المواطن المقدسي سمير شقير، إنّه وأهالي الحيّ تفاجأوا بجرّافة تقوم بهدم السور، مؤكّداً على أنّ هدم هذا السور غير قانونيّ، كما أنّه يأتي تمهيداً واستكمالاً لسلسلة سرقة الأراضي “قطعة وراء قطعة”، لوصل القطع والطرق المسروقة في سلوان.
وأوضح شقير أنّ ما يحدث هو عملية تغيير في طيبوغرافية الأرض وتغيير شكلها والقيام بأعمال التعمير، كأنّها عبارة عن شوارع تاريخية توراتية، تمهيداً للاستيلاء على قطعة وراء الأخرى.
إحنا أصحاب الأرض
المواطن المقدسي عدنان كركة من وادي الحلوة، أشار إلى أنّ المستوطنين قاموا بمهاجمتهم لحظة قدومهم إلى المنطقة للدفاع عنها، وكأنهم أصحاب الحق، مشدداً “ولكننا نحن أصحاب الحق، ولن نسكت على اعتداءاتهم”.
وأضاف: “على الرّغم من ذلك ادّعى علينا المستوطنون لدى الشرطة بزعم أن مستوطناً منهم ضُرب، وأطلب من كلّ أصحاب أراضي وادي الربابة بالتواجد في أراضيهم، والدّفاع عنها، لأنّ المحكمة لا تقفَ مع صاحب الأرض”.
المقدسيّ أحمد سمرين، وهو صاحب أرض في وادي الربابة، والتي تقع في منطقة السّور المهدوم، أكّد على أنّ أصحاب ما تُسمّى بسلطة الطبيعة تغيب عنهم الأخلاق، حيث يقومون بالاستيلاء على الأراضي بطرقٍ غير قانونية، ويستولون على الأراضي قطعةً وراء قطعة وصولاً إلى سرقة الجبل كاملاً، وهذا ما يحدث في وسط الواد.
وقال سمرين إنّ مزاعم تلك السّلطة بشأن الاستيلاء على الأراضي بحجّة التنظيف والبستنة وبناء الأشجار ومن ثم وضع اليد عليها.
عنصريةٌ لا تنتهي
ويستمرّ المقدسيون في سلوان في مواجهة أفظع أشكال العنصرية باعتبارها أهمّ المناطق المُستهدفة من قبل المستوطنين وقوّات الاحتلال، ومواجهة استناد المستوطنين على سلطات الاحتلال بكلّ ما تتفرّع منها من أجهزةٍ وجهاتٍ هدفها تهويد البلدة وإبعادها عن قدسها، ومحاولة تغيير معالمها.