ذكرى اغتيال رحبعام زئيفي ….. العين بالعين والرأس بالرأس
يصادف اليوم تشرين الأول/أكتوبر الذكرى الـ 21 للعملية النوعية الفدائية التي خلالها اغتيال وزير السياحة الصهيوني وعضو
الكنيست آنذاك، رحبعام زئيفي، إذ تم قتله رمياً بالرصاص أمام غرفته في فندق (حياة ريجنسي) في القدس على يد خلية
مقاومة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في العام 2001.
جاءت هذه العملية رداً على اغتيال القائد مصطفى الزبري (أبو علي مصطفى)، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير
فلسطين، والذي اغتاله الكيان الصهيوني من خلال قصف مكتبه بمروحيات الأباتشي في مدينة رام الله يوم 27 آب/أغسطس
2001، حيث كان بمثابة أول قيادي في المقاومة الفلسطينية تغتاله إسرائيل بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة
الأقصى) وجاء الرد بحجم موازي للجريمة إذ كان (رحبعام زئيفي) أكبر مسؤول صهيوني تتم تصفيته على يد المقاومة الفلسطينية خلال انتفاضة الأقصى.
وبعد أقل من شهرين من عملية اغتيال أبو علي مصطفى، تمكن ثلاثة شباب من أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، هم: مجدي الريماوي وحمدي قرعان وباسل الأسمر، من الدخول إلى فندق (حياة ريجنسي) الذي كان يقيم فيه (زئيفي) قبل يوم واحد من موعد تنفيذ العملية، وذلك من خلال استخدام جوازات سفر مزورة.
حجز الشبان الثلاثة غرفة لهم في الطابق السابع، أسفل غرفة زئيفي بطابق واحد فقط، وشرعوا على الفور بالاستعداد لتنفيذ خطتهم، وجهزوا مسدساتهم الكاتمة للصوت.
وفي صباح اليوم التالي، الموافق ليوم 17 تشرين الأول/أكتوبر 2001، خرج الفدائيون الثلاثة من غرفتهم وانتشروا أمام مداخل، وعلى مدخل الطابق الثامن، واتجه حمدي قرعان إلى درج الطوارئ وصعد إلى الطابق الثامن الذي توجد فيه الغرفة رقم 816 التي يقيم بها زئيفي.
وما أن عاد من قاعة الطعام بعد تناول فطوره، حتى ناداه حمدي قرعان بـ:”هيه”، وفور التفات (رحبعام زئيفي) له أطلق قرعان النار عليه ونجح في وضع 3 رصاصات في رأسه ما أدى إلى إصابته إصابة بالغة الخطورة وموته في المستشفى لاحقاً. ونجح الشبان الثلاثة بالانسحاب من الفندق بسلام.
اقرأ المزيد: خمسون عاماً على استشهاد الأديب وائل زعيتر
عقب عملية اغتيال (زئيفي) عمّت الصدمة في الأوساط الصهيونية، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي أنذاك (أرئيل شارون): “إنّ
كل شيء قد تغير بعد مقتل زئيفي”، ونفذ الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات ومداهمة موسعة الضفة الغربية من أجل
الوصول إلى منفذي عملية الاغتيال، إلا أنها باءت بالفشل جميعها.
وفي كانون الثاني/يناير 2002، تمكنت أجهزة سلطة (أوسلو) من اعتقال منفذي عملية الاغتيال الثلاثة، بالإضافة إلى أمين
عام الجبهة الشعبية لتحرير أحمد سعدات، وعاهد أبو غلمة القائد العام لكتائب أبو علي مصطفى، وحاكمتهم السلطة
وسجنتهم في المقر الرئاسي للسلطة في مدينة رام الله.
إلا أن ما فعلته سلطة (أوسلو) لم يرضِ الاحتلال الإسرائيلي، فنفذت قوات الاحتلال الصهيوني عمليةً عسكريةً بدأت خلالها
حملة “السور الواقي”، في29 آذار/مارس 2002، التي قامت قوات الاحتلال الصهيوني خلالها بمحاصرة مقر المقاطعة في رام
الله، وتنفيذ اجتياحات ومجازر في مخيمي جنين وطولكرم ورام الله والخليل.
بعد 3 أشهر من حصار مقر المقاطعة في رام الله، حيث يتواجد ياسر عرفات، وأبطال عملية اغتيال (رحبعام زئيفي) والأمين
العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أحمد سعادات، والقائد العسكري للجبهة عاهد غلمة، وفؤاد الشوبكي، أحد قادة
الأجهزة الأمنية للسلطة، ومهندس عملية سفينة (كارين إيه)، تم الاتفاق بين سلطة أوسلو والاحتلال برعاية أمريكية –
بريطانية على نقل كافة هؤلاء للاعتقال في سجن أريحا بحراسة مشددة من قوات السلطة، وقوات أمريكية – بريطانية
خاصة، وذلك بتاريخ 1 أيار/مايو 2002.
وفي 14 آذار/مارس 2006، نفذ الاحتلال الصهيوني عملية عسكرية استهدف سجن أريحا، تحت عنوان “عملية جلب البضائع”
واعتقلت خلالها المجموعة، وكافة المتواجدين ضمن الاتفاق في سجن أريحا، وقدم الاحتلال أبطال عملية اغتيال (رحبعام
زئيفي) أمام محاكمه وتم حكم على مجدي الريماوي بـ 106 سنوات، و125 سنة على حمدي قرعان، و60 سنة على باسل
الأسمر، بالإضافة إلى الحكم بالسجن 30 سنة على أحمد سعدات بـ”تهمة” رئاسة تنظيم سياسي محظور و31 سنة على
عاهد أبو غلمة بـ “تهمة” قيادة منظمة عسكرية.