ثقافة

“دمى” أفضل فيلم وثائقي لمخرجة فلسطينية في مدريد

في فيلمها الوثائقي الأول، تسرد ممثلة ومخرجة سينمائية القصة المأساوية لامرأة عربية تعرضت لاعتداء جنسي خلال طفولتها. يهدف هذا الفيلم الحائز على دعم من قبل غرينهاوس إلى تجاوز أحد المحرمات الاجتماعية.

 

عندما كتبت المنتجة والممثلة الفلسطينية عبير زيبق حداد مسرحية دمى متحركة للأطفال حول الاعتداء الجنسي، اكتشفت أنه، على الرغم من حصول المسرحية على أربع جوائز محلية لمسرح الأطفال، ما من أحد كان يرغب فعلاً في مشاهدتها لذا، قامت بتغيير الوسيلة وأصبحت مخرجة أفلام.
مع الكاميرا، سافرت عبر جميع أنحاء البلاد بحثاً عن امرأة قد تجرؤ على التحدث عن هذا الموضوع، كانت النساء اللواتي اتصلت بهن ترددن لها دائماً أنها “لن تجد أبداً امرأة عربية يمكن أن تفتح لها قلبها!” ولكنها تسلحت بالمثابرة حتى وجدتها.
وحديثا حاز فيلم ‘دمى’ للمخرجة عبير زريق حداد على جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان ‘الأورباني’ في العاصمة الإسبانية مدريد ضمن مجموعة من الأفلام المشاركة في المهرجان.

 

في فيلم “دمى“، ربطت بين قصص أربع نساء شجاعات سردن كيف أنهن تعرضن للاعتداء الجنسي خلال طفولتهن. حسب ما أخبرته حداد لليوروميد السمعي البصري، ثلاثة منهن فضلن عدم الكشف عن هويتهن كما أنهن وافقن على إطلاع حداد على قصصهن لأهن وثقن بها وبفيلمها. كما أنهن شاهدن الفيلم ووافقن على صيغته النهائية قبل عرضه على الجمهور.

تم العمل على الفيلم “دمى” في إطار برنامج غرينهاوس التابع لليوروميد السمعي البصري وقام بإخراجه زوجها سهيل حداد الحائز على جائزة أفضل ممثل ومنتج. كما حصل الفيلم على دعم من السلطات الإسرائيلية المعنية بالإنتاج التلفزيوني والسينمائي ومن الجمعية الجديدة للسينما والتلفزيون. وقد دخل العام الماضي في المنافسة خلال مهرجان دوك أفيف وتم عرضه في المهرجان الدولي للأفلام النسائية في إسرائيل.
وكانت حداد قالت سابقا إن النساء المشاركات في الفيلم تخطّين حاجز الصمت وتحدّين المعيقات الاجتماعيّة، وقرّرن مواجهة المُعتدي جنسيًّا وسحب اعترافه بالمسؤوليّة الكاملة عمّا كان سببًا له، فهل يكون للمُعتدي أيّ ردّ فعلٍ بعد مرور سنوات على اقتراف الاعتداء؟

وأشارت حداد إلى أن المشاركات تحدثن في الفيلم عن ‘صيرورتهنّ بكل جرأة ويأملن بأن يرتفع الوعي في المجتمع العربيّ لما تحمله الاعتداءات الجنسيّة في طيّاتها من ثقلٍ على المُعتَدى عليها وهو بذلك يطلق صوتًا لطالما أخرسته الهيمنة الذكوريّة والخوف من آليات القمع المجتمعيّة’.

وكان ‘دمى’ قد عرض في أماكن مختلفة منها الجامعات والمدارس والمراكز النسوية والثقافية. وقد شارك في العديد من المهرجانات الدولية العالمية من بينها مهرجان الفيلم السينمائي في مومباي عام 2012، وبلغراد السينمائي الدولي 2012، ومهرجان الفيلم الوثائقي الدولي في مولدافيا 2012 . وتعمل زيبق حداد حاليا على إخراج فيلم وثائقي آخر عن جرائم الشرف.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى