شؤون العدو

خيبة الأمل الفلسطينية

بقلم:موشيه آرنس – هآرتس

العلاقات بين سكان هار أدار والعمال العرب الذين يأتون الى هناك كل يوم من بيت سوريك من اجل تنفيذ الاعمال اليدوية في بيوت السكان، تبدو ترتيب مريح جدا – لكن هذه وردة فيها شوكة. يجب أن لا نغرق في وهم أن العملية التي نفذها مواطن من بيت سوريك في هار أدار كانت حادثة استثنائية وفريدة. العملية تعبر عن الشعور بالاحباط والعداء، الذي من شبه المؤكد أنه يرافق العمال العرب كل يوم في طريقهم من بيوتهم الى هار أدار والعودة منها.

ليس هناك شك أن هذه المشاعر مشتركة لدى عشرات الآلاف من العمال الذين يأتون الى اسرائيل كل يوم بسبب الوضع الاقتصادي، ويشعرون بالاهانة وهم ينتظرون في الطوابير الطويلة للفحص قبل أن يستطيعوا الدخول.

بالنسبة لاسرائيل الحديث يدور عن قوة عمل رخيصة. الاسرائيليون – يهود وعرب – ليسوا مستعدين للقيام بالاعمال التي يقوم بها هؤلاء العمال مقابل الأجر الذي يحصلون عليه. بدونهم فان مستوى المعيشة في اسرائيل سيرتفع بدرجة كبيرة. كما هو معروف، يوجد أمام اسرائيل بديل يتمثل في

زيادة عدد العمال الاجانب العاملين فيها، لكن اذا قامت بذلك – لن يكون للعمال العرب من المناطق عمل.

ما هو الحل اذا؟ ردا على ذلك يعرضون النظرية التي تقول إن الأجر الذي يحصل عليه العمال الفلسطينيون من العمل في اسرائيل يمنع الاعمال الارهابية التي مصدرها من المناطق، أي أن الوضع الحالي جيد للجميع على المدى القصير.

عمليا، المشكلة تكمن في الفجوة الكبيرة بين الاقتصاد الاسرائيلي والاقتصاد الفلسطيني. اسرائيل هي قصة نجاح اقتصادية. فهي تجذب عمال من اماكن بعيدة مثل افريقيا وتشكل هدفا للفلسطينيين الذين يبحثون عن عمل.

الاقتصاد الفلسطيني في يهودا والسامرة، ولا نريد التحدث عن الاقتصاد في غزة، هو فشل ذريع، رغم المساعدات الكبيرة التي تحصل عليها السلطة الفلسطينية من الخارج. ونتيجة ذلك ينجذب في كل يوم جمهور العمال الفلسطينيين الى اسرائيل مثل المغناطيس، ومن بينهم ايضا الآلاف الذين ليس لديهم تصاريح. عدد قليل نسبيا من الفلسطينيين وجدوا عمل في دول الخليج الغنية، لكن اقتصادات دول الخليج المجاورة لا تستطيع توفير فرص تشغيل مشابهة للفرص التي تقدمها اسرائيل. المسافة بين الاردن وبلدات فلسطينية كثيرة في يهودا والسامرة ليست أبعد من المسافة بينها وبين اسرائيل، لكن لاسباب واضحة فان العمال الفلسطينيين لا يسافرون بجموعهم الى الاردن.

يبدو أن سبيل مواجهة هذه الفجوة الاقتصادية هي ايجاد اماكن عمل في يهودا والسامرة. وهذا الامر يحتاج الى الاستثمارات. والسلطة الفلسطينية لا تنجح في جذب استثمارات كهذه من الخارج اليها. من الذي يريد الاستثمار فيها؟ ولكن عمليا اسرائيل تفعل ذلك. المناطق الصناعية في الضفة الغربية توفر فرص لشركات اسرائيلية لاقامة مشاريعها هناك وخلق اماكن عمل للفلسطينيين الذين يعيشون في الجوار. يبدو أن هذا حل جيد افضل من السفر اليومي للعمال الفلسطينيين الى داخل اسرائيل.

هناك مشكلة واحدة فقط وهي أن السلطة الفلسطينية، التي ترفض كل تواجد لاسرائيل في يهودا والسامرة سواء كان الامر يتعلق بالمستوطنات أو المناطق الصناعية، مستعدة لبذل الجهود كي تبعد الاسرائيليين عن المنطقة وأن تضحي بالمصالح الاقتصادية للسكان الفلسطينيين.

هناك مثال يبرهن على ذلك بشكل جيد وهو حالة مصنع “صودا ستريم” الذي أقيم في البداية في المنطقة الصناعية في الخان الاحمر، قرب معاليه ادوميم، الذي عمل فيه لبضع سنوات مئات الفلسطينيين. وبعد الضغط الذي استخدم على الشركة التي منتجاتها تباع في ارجاء العالم، تم نقل المصنع الى داخل اسرائيل. وبعد هذا “النصر” الفلسطيني فقد العمال في المصنع مصدر رزقهم.

هناك اسلوب افضل للتخفيف من البطالة في اوساط الفلسطينيين في يهودا والسامرة، بدل ذهاب عشرات الآلاف من العمال يوميا الى اسرائيل في ساعات الصباح الباكر والعودة الى بيوتهم فقط في المساء. هذه الطريقة أفضل للاسرائيليين والفلسطينيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى