فلسطين الجغرافيا والتاريخ

تعرف على ” أم الفحم” التي ترعب الاحتلال وتقاوم منذ قيامها

 

أم الفحم أو كما يدعوها أهلُها أيضًابِأُمِّ ٱلْنُّور، هي مدينة عربيَّة تقع شمال فلسطين التاريخيَّة في منطقةِ المُثلَّث وتحديدًا الشَماليّ منهُ.

بمُوجَبِ إتفاقيَّة الهُدنة مع الأُردن أو ما يُعرف “بإتفاقيَّةِ رودوس، دخلتها القُوََات الإسرائيليَّة عام 1949م؛ وبقي أهلُها فيها ورفضوا أن يهجروها، اذ تُعتبر اليوم ثالث كُبرى المُدن العربيَّة داخل الخطّ الأخضر بعد مدينتي النّاصرة ورهط من حيثُ عدد السُكّان.

كانت تُعتبر أُمّ الفحم إحدى أكبر قُرى قضاء جنين أثناء الإنتداب البريطاني على فلسطين، ويبلغُ عدد سُكَّان مدينة أُمّ الفحم حوالي 52,300 نسمة حسب إحصائيَّات عام 2015م وجميعَهُم من المُسلمين.
بسببِ صُمودِ واحتفاظِ أهلُها بالوطنيّةِ
الفلسطينيَّة ، تعتبر ام الفحم نقطة تهديد والأكثر خطرا على الصهاينة ، بحيث يُقام في أُمِّ الفحم سنويًّا مهرجان الأقصى في خطر والَّذي يحضرهُ عشرات الآلاف من فلسطينيو الدَّاخل.

لا تخلو أُمّ الفحم من أيِّ مُكوِّناتِ المدينة فهي تملكُ القاعدة الاقتصادية والتجاريَّة، كما وتُعتبر إحدى المُدن المركزيَّة في المُثلَّث، بالرُغم من عدم وُجود منطقة صناعيّة في المدينة، إلّا أنّه أُقيمت مُبادرات ذاتيّة، كإنشاء المصانع وورش العمل الّتي استوعبت الأيدي العاملة المحليّة.

عُرفت أُمّ الفحم بالعديدِ من الأسماءِ المُختلفة على مرِّ العُصور غيرَ الاسم المُتعارف عليهِ اليوم؛ فقد سمَّاها الفرنجة “بودورانة” نسبةً لإحدى الأميرات، وما زال هذا الإسم يُشير إلى منطقةٍ قُربَ عين جرَّار جنوبي أُمِّ الفحم. كذلك أُطلق عليها في عهدِ السّلاطين وتحديدًا بعد معركةِ حطّين اسمَ “السّلطانة” لقُربها من طريقِ وادي عارة التّاريخيّ الّذي مرّ منهُ العديد من السّلاطين والمُلوك عند توجههم إلى الشّام أو مِصر. سُمّيت أُمّ الفحم بهذا الاسم نسبةً إلى الفحمِ الّذي كان يتمُّ إنتاجه في هذهِ البلدة على مرّ العُصور،] ونسبةً إلى تجارةِ أهلها بالفحمِ طوال عُصورها التاريخيّة المعروفة،حيثُ كان الفحم مصدر المعيشة الأوّل والأساسي لسُكّانِها وعلى مدارِ أجيالٍ طويلة، فالغاباتُ والأشجارُ ما زالت وبكميّات كبيرة مُنتشرة حولَها وعلى كافّةِ جهاتها،.

 

من المُكتشفاتِ الأثريّة الّتي تمّ العُثور عليها في أُمِّ الفحم وضواحيها؛ يستدلُّ على أنّ هذه البلدة قائمة منذُ آلاف السنين، منذُ العصر الكنعانيّ مُرورًا بالعهدِ اليونانيّ والرومانيّ والبيزنطيّ والعربيّ والإسلاميّ، فتمّ العُثور على مقابرٍ تعودُ إلى العصرِ الكنعانيّ في منطقتي “خربة الغطسة” و”عين الشعرة”، ويُعتبر هذا أوّل إثبات رسميّ على أنّ تاريخ هذه البلدة يعود إلى ما يُقارب 5,000 عام، وكذلك تمّ العُثور على آثارٍ لخانٍ قديم ونُقود عربيَّة يعود تاريخهما إلى العصرِ الأُمويّ، كما ويُوجد على قمّةِ جبل إسكندر مقامٌ تاريخيّ يُنسب إلى “الشّيخِ إسكندر

كان أوَّل ثائر من أُمِّ الفحم هو أسعد مُفلح حسين محاجنة حيثُ شارك بمعركةِ يعبُد جنبًا إلى عزّ الدّين القسّام الّذي أُستشهد فيها، وقد أُلقي القبض عليهِ وحُكم بالسجنِ لمُدّةِ عامين. وأوّل من استشهد من أُمِّ الفحم كان مُصطفى يُوسف أحمد الهنداويّة حيثُ كان في مُهمةٍ في قريةِ الكفرين أواخر عام 1936م فاعتقلهُ الجيش وحكم عليهِ بالإعدامِ شنقًا في سجنِ عكّا وقد دُفن في اللجُّون.

من تضاريسها جبل إسكندر والنموُّ العمرانيّ عليه، وتُعتبر قمّتهُ الأعلى في منطقةِ المُثلَّث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى