تصاعد ملحوظ للانتهاكات ضد المحتوى الفلسطيني على فيسبوك
أكد مركز “صدى سوشال” وهو مركز فلسطيني متخصص في الإعلام الاجتماعي، استمرار انتهاكات مواقع التواصل الاجتماعي ضد المحتوى الفلسطيني بوتيرة أعلى مما كانت عليه سابقاُ.
ووثق المركز خلال تقريره الشهري، أكثر من 100 انتهاك من قبل موقع “فيسبوك” خلال شهر شباط الماضي، شملت حذف 48 صفحة وحساب شخصي، بالإضافة إلى 52 حظر نشر وحذف منشورات.
ورصد التقرير ارتفاعًا ملحوظًا لعدد الانتهاكات ضد المحتوى الفلسطيني على “فيسبوك”، حيث شهد فبراير الماضي، ازدياد عدد الانتهاكات التي وصلت لأكثر من نصف انتهاكات عام 2017 كاملًا.
وأضاف، أن الانتهاكات لم تتوقف عند موقع “فيسبوك” فقط، إذ وثق حذف صفحة قناة “اليرموك” الفضائية الأردنية أيضًا على موقع “اليوتيوب”، والتي تجاوز عدد متابعيها إلى 45 ألف.
وكان نشطاء فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي، قد أطلقوا حملةً إلكترونية رفضًا للهجوم الذي يشنه موقع “فيسبوك” ضد المحتوى الفلسطيني من خلال حذف مئات الحسابات والصفحات استجابة لطلبات الاحتلال.
وبلغت نسبة التفاعل الوسم FBfightsPalestine#، أكثر من 66 مليونًا، فيما بلغت نسبة وصول قرابة 10 مليون، وتركزت الحملة حول نشر معلومات تفضح إدارة الفيسبوك وانحيازها للاحتلال ونشر معلومات وإحصائيات تشير إلى مدى حجم الحملة ضد المحتوى الفلسطيني.
وصرح منسق مركز “صدى سوشال”، إياد الرفاعي، بأن الحملة ضد إدارة “فيسبوك” مستمرة وأن حملة التغريد “خطوة فقط، وستشهد الفترة المقبلة فعاليات ميدانية، وخطوات تجميد وقف النشر على الفيسبوك لوقت محدد، وسيتم الإعلان عن تلك الخطوات تباعًا”.
وأشار الرفاعي في تصريحات صحفية له اليوم، إلى أن “الفيسبوك يتعامل مع المحتوى الفلسطيني بطريقة مختلفة عن نظيره التابع لجمهور الاحتلال، ويغض الطرف عن محتوى تحريضي تبثه صفحات صهيونية”.
ولفت النظر إلى أنه “في الوقت الذي يضيق فيه على المحتوى الفلسطيني، لا يلقي بالًا لمنشورات التحريض من “الإسرائيليين” التي بلغ معدلها منشوراً تحريضياً واحداً كل 47 ثانية وفقاً لعدد من الدراسات والأبحاث المحلية”.
وفي ذات السياق، أكد “التجمع الإعلامي الفلسطيني”، أن الصفحات الفلسطينية على شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” شهدت خلال الأيام القليلة الماضية تصاعدًا ملحوظًا في عمليات الملاحقة والقرصنة والتي طالت مؤخرًا العديد من الصفحات للنشطاء والصحفيين والمؤسسات الإعلامية المختلفة.
واعتبر التجمع في بيان له اليوم السبت، أن الاستهداف المتصاعد من قبل “فيسبوك” للمحتوى الفلسطيني، لا يقل خطورة عن الاستهداف الميداني للصحفيين الفلسطينيين ووسائل الإعلام الفلسطينية من قبل الاحتلال.
ورأى أن فيسبوك والاحتلال “يسعيان إلى تغييب وطمس الرواية الفلسطينية لصالح رواية الاحتلال”.
وأكد أن الاستهداف المتواصل من قبل إدارة “فيسبوك” للصفحات والمحتوى الفلسطيني، يشكل انحيازًا صارخًا لصالح الاحتلال، واعتداء سافر على حرية الرأي والتعبير، وتجاوز لكافة المواثيق والقرارات الدولية التي تكفل للجميع التعبير عن آرائهم بحرية.
واعتبر، أن “فيسبوك” فقد صفته كموقع اجتماعي، وتحوّل إلى “جهاز رقابي، وشريك في الجريمة ضد الفلسطينيين”.
وطالب التجمع الإعلامي، المؤسسات الحقوقية الفلسطينية بالقيام بدورها من أجل حماية الصفحات الفلسطينية، عبر ممارسة الضغط على فيسبوك للتراجع عن مراقبته للمحتوى الفلسطيني وفقًا للمعايير والرؤية التي وضعتها سلطات الاحتلال.
وأشاد بكل النشطاء والصحفيين الذين يواصلون التعبير عن رفضهم لإجراءات “فيسبوك” ضد المحتوى الفلسطيني، داعيًا للمزيد من التفاعل لتشكيل رأي عام ضاغط لفضح ممارساته المنافية لكل معاني وقيم حرية الرأي والتعبير.
طوّر الاحتلال تطبيقات على شبكة الإنترنت تمكنه من ملاحقة نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من خلال تشخيص وتصنيف ورصد ما يعتبره “تحريض”، وادعى الاحتلال رصد 409 ألف منشور “تحريضي” كتبها 30 ألف ناشط حول العالم خلال شهر كانون الأول.
وتتذرع وسائل التواصل بالتحريض على العنف والإرهاب لحذف المحتوى الفلسطيني، فيما تتجاهل التحريض الذي يقوم به الاحتلال عبر وسائل إعلامه.
يذكر أن مركز “صدى سوشال” مركز تطوعي أطلق في بداية شهر سبتمبر 2017 وهو يُعنى بمبادرات إثراء المحتوى الفلسطيني على الإنترنت خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، ورصد الانتهاكات التي يتعرض لها هذا المحتوى من الأطراف المختلفة.
المصدر: قدس برس