شؤون العدو

تخوف من تصعيد غير مقصود

 بقلم: يوسي ميلمان – معاريف 

مع أن العنف السياسي في المناطق يواصل كونه مضبوطا وتحت السيطرة، ولكنه يمتنع عن التوقف. فبعد عشرة ايام من اعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب اعترافه بالقدس كعاصمة اسرائيل، تظاهر في نهاية الاسبوع نحو عشرة آلاف فلسطيني في الضفة وفي غزة واصطدموا بقوات الامن.

بالتوازي يتواصل اطلاق الصواريخ، وإن كانت لا تصل الى الاراضي الاسرائيلية. فمنذ موجة العنف الحالية، أطلق نحو اسرائيل 25 صاروخا، اجتاز 13 منها الحدود، أما الباقي فسقط أو تفجر في اراضي القطاع، بما في ذلك واحد أصاب مدرسة، كانت فارغة من تلاميذها، وآخر، أصاب منزل عائلة نشيط كبير في حماس.

معظم الصواريخ هي للمدى القصير جدا وبعضها من طراز القسام. اثنان منها سقطا في سدروت في نهاية الاسبوع الماضي. وتم قصف الصواريخ اغلب الظن من منظمات عاقة لا تقبل إمرة حماس وبعضها ذات توجه سلفي. كما أن هناك بعضا من الصواريخ اطلقتها عصبة انسحبت من فتح واصبحت مستقلة.

في جهاز الامن يجدون صعوبة في أن يقولوا الى أين يتجه ميل العنف: نحو الخبو أم بالذات نحو التصعيد، ويأملون في أن تتدخل مصر مع حماس لتؤدي الى تهدئة في التوتر المتصاعد.

أما حماس، وفقا لتقديرات جهاز الامن، فتحاول منع اطلاق النار، ولكن بخلاف الماضي فانها تفعل ذلك ليس بوسائل القوة، بل بمحاولات الحوار مع الجهات العاقة وشرح الوضع لها. كما أن حالة التفجر تتصاعد ايضا على خلفية احياء الذكرى الثلاثين على تأسيس حماس. فالمنظمات العاقة، التي تطلق الصواريخ، تحاول تحدي الحركة وتعرضها كمن تخون وتبتعد عن قيمها الاساسية. وبالتالي، مع أن حماس لا تطلق الصواريخ وتحاول منع اطلاقها، فمن اجل الحفاظ على مكانتها تجدها تعمل على دفع المظاهرات في غزة الى الامام، تدعو الى الخروج للتظاهر في الضفة وتجتهد لتنفيذ العمليات في الضفة، مثل العملية التي كشفت المخابرات الاسرائيلية النقاب عنها، باعتقال خلية خططت لاختطاف اسرائيلي، جندي أو مستوطن. والخوف في جهاز الامن هو من سوء التقدير، الذي لا تفهم فيه قيادة حماس السلوك الاسرائيلي وتفسره بشكل مغلوط. ولما كانت قدرات حماس في الحصول على المعلومات الاستخبارية عن اسرائيل تقل، فهي تتغذى بغير قليل مما يكتب في وسائل الاعلام الاسرائيلية وتحاول أن تفهمها وتفسرها.

ينبغي الافتراض بأن التقارير في وسائل الاعلام في الايام الاخيرة، والتي تتحدث عن تصعيد في التوتر، أدت بحماس لأن تزيد من جاهزيتها، خوفا من عملية عسكرية اسرائيلية.

كما أن تصريحات الزعماء الاسرائيليين، يمكنها أن تؤدي الى سوء التقدير إياه، الذي يؤدي بالطرفين الى التصعيد الى فقدان السيطرة.

ومع ذلك، فالتقدير الاستخباري الاساس لم يتغير. حماس والسلطة الفلسطينية غير معنيتين بالمواجهة. ولكن اذا كانت موجة العنف، عمليات الافراد والاحتجاجات ستتواصل، وعلى الرغم من التغيير، يمكن أن يقع تصعيد يذكر بالاسابيع التي سبقت الجرف الصامد، حين لم يكن الطرفان يرغبان في الحرب وانجذبا اليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى