تحقيقات وحوارات

بعد قرن على صدوره.. كيف ينظر أبناء المخيمات إلى وعد بلفور المشؤوم

المقاومة مستمرة ولن نفرط بحقوقنا – تحقيق نبيلة سمارة

 

مئة عام مرت على الوعد المشؤوم وما يزال الثائرون على العهد مرابطين ومدافعين عن أرضهم، مئة عام وماتزال العيون ترنو إلى بزوغ فجر التحرير وطرد الغاصب المحتل، فكيف ينظر الفلسطينيون في مخيمات الشتات إلى هذا الوعد؟

  

علي سلامة / مخيم جرمانا:

في الذكرى المئوية لوعد بلفور فإنه من المهم استغلال الذكرى المئوية لتوعية الرأي العام ليس فقط الغربي، بل العربي والفلسطيني، ولابد من العودة إلى التاريخ لمعرفة كيف تأسست دولة الاحتلال، وكيف زرع هذا الكيان الغاصب، فيجب تهيئة الرأي العام الغربي والعربي و الفلسطيني وتوعيته بما يخص وعد بلفور وماسبقه من الوعود والرسائل والمحاولات للحركة الصهيونية العالمية بمساعدة الدول الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا وأمريكا.

إذ يأتي السبب الحقيقي من وراء إصدار هذا التصريح هو تأمين سيطرة بريطانيا على تلك المنطقة المجاورة لقاعدتها الرئيسية في قناة السويس مع إيجاد وطن قومي لليهود فيما يدعم هذه السيطرة ويسهم في مقاومة الحركة العربية أو مقاومة أية انتفاضة عربية تحررية قد تنشأ في المنطقة في المستقبل.

جاء وعد بلفور تحقيقاً للمصلحة الاستعمارية التي التقت مع المصلحة الصهيونية في تلك الفترة وهذا ما أكدته التطورات التاريخية لقضية فلسطين.

وكان وعد بلفور أول نجاح تحققه الصهيونية في سبيل قضيتها وانتصاراً ساحقاً لليهودية، ولا تقع المسؤولية فقط على  دولة الاحتلال بل على كل من ساندها وعلينا ملاحقتها قانونياً لتقديم ما عليها من التزامات  تجاه الشعب الفلسطيني، كما على شعبنا الفلسطيني التوحد بكافة قواه عبر برنامج وطني موحد هدفه طرد الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.

أحمد عيسى /  مخيم الحسينية :

في الثاني من شهر تشرين الثاني من كل عام نستذكر وعد بلفور المشؤوم وآثاره المدمرة على شعبنا الفلسطيني منذ مئة عام حتى يومنا هذا والنكبة مازالت مستمرة والاحتلال الاسرائيلي وممارساته التي تتناقض مع القانون الدولي ضد شعبنا الفلسطيني، فإننا نؤكد على دعم كافة المبادرات الشعبية والرسمية لمواجهة آثار قرار وعد بلفور، وإلى تكامل الجهود الشعبية والرسمية والتأكيد على توعية الشباب الفلسطيني لخطورة هذا الوعد وآثاره علينا كشعب فلسطيني والذي مهد   لقيام دولة الاحتلال الاسرائيلي على أرضنا والعمل على إقامة أنشطة وبرامج تحيي الذكرى المأساوية لهذا الوعد في نفوس الفلسطينيين وتذكره بأهمية رفض الاحتلال والتأكيد على الحقوق الفلسطينية، وندعو الحكومة البريطانية لتحمل مسؤولياتها عن الضرر الناجم عن وعد بلفور والآثار السياسية والقانونية التي لحقت بالشعب الفلسطيني والاعتذار الرسمي للشعب الفلسطيني.

محمود صالح / مخيم السيدة زينب :

بعد مرور 100 عام على الوعد المشؤوم وفي ظل متغيرات دولية مهمة تحصل فلسطينياً وعربياً وإسلامياً سيكون لها تأثيرات مباشرة على إعادة ورسم وتشكيل المنطقة على المستوى الديموغرافي والجيوسياسي ولاسيما على مستوى تقرير الشعوب  لمصيرها وفقاً للمادة الأولى من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية بأن لجميع الشعوب تقرير مصيرها بنفسها وهي بمقتضى  هذا الحق حرة في تقرير مصيرها، وهذا يحتم الاقرار البريطاني بعدم شرعية وعد بلفور وبالتالي مطلوب الاعتذار عن الظلم الذي سببته ولاتزال للشعب الفلسطيني والتوقف فوراً عن كافة أشكال الدعم للاحتلال الصهيوني سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً واقتصادياً.

أحمد أيمن محمود / مخيم السيدة زينب :

بعد مئة عام بات الجميع يعرف أن هذا الوعد قد جلب معه ومازال الشرور وتسبب في قتل وجرح مئات الآلاف وتشريد ملايين الفلسطينيين في منافي الأرض.

ومن يخطئ عليه تحمّل النتائج الكاملة عن خطئه وبريطانيا هي أصل الداء وهي من صنعت هذا الكيان الغاصب وعليها دفع ما يترتب على وعدها المشؤوم.

بريطانيا وامريكا تحاولان منذ مئة عام لجعل هذا السرطان جزءاً أصيلاً من العالم العربي وهو ما ينافي الحقائق وعلينا    إعداد خطة محكمة وذكية تجبره على الاعتراف بجريمته، وأن نجاح بعض المؤسسات الحقوقية في ملاحقة مجرمي الحرب الصهيونية عبر رفعه القضايا في المحاكم الأوربية يشكل سابقة يستفاد منها لدى الشعب الفلسطيني في ملاحقة بريطانيا لأن جريمتها لا تسقط بالتقادم لاستمرارها مادام الاحتلال الصهيوني موجوداً على الأرض الفلسطينية وهذا بدوره لا يعني وقف أي شكل من أشكال المقاومة التي كفلتها القوانين الدولية التي نفسها تجيز للشعب المحتل أن يدافع عن نفسه بالطرق التي يرتئيها للتخلص من المحتل.

أحمد علي ديب / مخيم جرمانا :

منذ مئة عام مضت حلت بشعبنا الفلسطيني كارثة وهي وعد بلفور المشؤوم , وهو وعد من لا يملك لمن لا يستحق، لكن إذا أردنا الحديث عن الكوارث التي حلت بشعبنا والأطماع الغربية والصهيونية بمنطقتنا العربية عموماً وفلسطين خصوصاً يجب علينا العودة إلى أواخر القرن الثامن عشر لأن الدول الاستعمارية زادت أطماعها في المنطقة بعد حملة نابليون على مصر وفلسطين وصولاً للوعد المشؤوم الذي قطعه أرثر بلفور بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وزرع كيان غاصب يفصل مشرقه عن مغربه.

هم قالوا الكبار يموتون والصغار ينسون لكن لم ولن ننسى حقنا بوطننا وسنبقى نقاوم بكل الساحات والمحافل لتقديم اعتذار رسمي من دولة بريطانيا للشعب الفلسطيني وسنبقى نقاوم بالقلم والحجر والسكين وبكافة الأشكال.

ويتوجب علينا كشعب فلسطيني بكافة أصقاع الأرض أن تبقى قضيتنا في ذاكرة الأجيال حتى تحرير فلسطين من رجس الكيان الصهيوني الغاصب وإعطاء الشباب دورهم لأن لهم الدور الأساس في تحرير فلسطين والعودة إلى كل فلسطين بحدودها الجغرافية والتاريخية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى