اليسار يفقد بوصلة الرسمية
بقلم: حاييم شاين – اسرائيل اليوم
التقرير عن نية بعض أعضاء المعسكر الصهيوني ويوجد مستقبل مقاطعة الاحتفال الرسمي لاحياء 50 سنة على الاستيطان في ارجاء بلاد اسرائيل، ليس مفاجئا. فالمعسكر الذي يسمي نفسه صهيونيا يحمل اسم الصهيونية عبثا، وحزب يوجد مستقبل يمثل في الكنيست اللامستقبل، بل اللحظي والآني.
ان الرسمية الاسرائيلية التي كانت حجر الاساس منذ عهد دافيد بن غوريون لم تعد قائمة في اليسار. وبدلا منها جرى التقديم الى مقدمة المنصة اعتبارات المنفعة السياسية التافهة. فعندما يهاجم الناطق الرئيس للمعارضة، النائب ايتان كابل رئيس الوزراء ويسميه رئيس وزراء اليمين المتطرف الذي يقود الى الهوة وكالمعتاد يتاجر المرة تلو الاخرى بالاغتيال الفظيع لاسحق رابين الراحل، يمكن لنا أن نستوعب الى أي حفرة عميقة ويأس تدهور المعسكر الصهيوني. فالسياسيون الصغار لا يمكنهم أبدا ان يعودوا الى الحكم في دولة اسرائيل.
ان الاستيطان في يهودا، السامرة وهضبة الجولان هو معقل وقلعة لتحقق الرؤيا الصهيونية. واضح لي ان للمعسكر الصهيوني ويوجد مستقبل، لم تعد العودة الى القدس الكاملة، مدينة داود، مغارة الماكفيلا وقبر راحيل تقول شيئا كثيرا. فمنذ زمن بعيد انقطعوا عن الرؤيا وعن الايمان اللتين باسمهما عدنا الى الوطن التاريخي، جمعنا المنافي وأقمنا هنا على مدى سبعين سنة دولة قدوة. فجذور الارض استبدلوها بجذور الهواء، والروح العظمى بدلوها بصناعة المراوحة. يا لها من خسارة أنهم لا يستوعبون أقوال زعيمهم في الماضي يغئال الون الراحل الذي ادعى بان ابناء شعب لا يعترفون بماضيهم ليس لهم مستقبل. فمن يتنكر للماضي لن يتمكن أبدا من ان يدعي بانه يوجد مستقبل.
ان المستوطنين في يهودا والسامرة والجولان هم مواصلو طريق الطلائع ابناء الاستيطان العامل لعهود ما قبل الدولة والعقود الاولى. فقد ارسلوا كطلائع يسبقون المعسكر وفقا لقرارات الحكومة بما في ذلك قرارات حكومات الراحلين اسحق رابين وشمعون بيرس. وهم لم يأخذوا اراضي الاجانب بل انقذوا ممتلكات الآباء والأجداد. كل ذي عقل في اسرائيل يفهم اليوم بانه فضلا عن الايديولوجيا فان الاستيطان يضمن أمن سكان مدن الشاطيء. بدون البلدات على ظهر الجبل لا يمكن لاي طائرة ان تقلع من مطار بن غوريون. يمكن ان نصف ما كان يحصل لو لم تكن هضبة الجولان في ايدينا.
وعليه فقد اقترحت على السيد آفي غباي ان يبدي الزعامة والا يسير أسيرا خلف المتفرغين السياسيين الهامشيين، ولاعضاء الكنيست من اليسار واولئك الذين يسمون أنفسهم الوسط ان يتعالوا على الاعتبارات الغريبة والتافهة. ان يحترموا المواطنين المخلصين الذين يسمحون لهم بان يعيشوا في سكينة في كل اماكن سكناهم. استوعبوا بانه بدون الرؤيا سيثور الشعب ومن شدة الشقاق يكثر النزاع.
ان قطار البناء، التنمية والاستيطان لا بد سيسر. وخسارة فقط انكم ستواصلون الوقوف على الرصيف والوداع باعلام بيضاء. السلام يتم قبل كل شيء في البيت وفقط بعد ذلك مع طالبي الشر.