شؤون العدو

الوصمة التي لن تمحى

 بقلم: بن كسبيت – معاريف

دعكم للحظة من نتنياهو. يخيل لي أنه هو ايضا سيستوعب في الايام القريبة القادمة بان هذا انتهى. والمسألة المقلقة اكثر الان هي كيف يسمح زعماء وشخصيات عامة اسرائيلية لشخص يسمى دافيد امسلم مواصلة تولي منصب رئيس الائتلاف.

لماذا لا ينهض أحد ويقول: لحظة، هذا مستحيل. رئيس الائتلاف لا يمكنه أن يتحدث كالمجرم. لا يمكنه أن ينفلت ضد سلطة القانون من على منصة الكنيست. لا يمكنه أن يشتم شهود ملكيين، لا يمكنه أن يصف الاشخاص الذين شهدوا شهادة صادقة باسم “عملاء”، لا يمكنه أن ينفلت بفظاظة ضد الرسمية الاسرائيلية بلغة العالم السفلي. فهذا البصاق ليس مطرا. يجب تغيير دافيد امسلم. الائتلاف الذي يقف هذا الرجل على رأسه ليس شرعيا.

وميكي زوهر، كما أسلفنا بالضبط. كيف يمكن لهذا الرجل أن يواصل جولته النكراء على دماء رئيس الوزراء اسحق رابين، ولا احد يزمر او يفتح فمه؟ كيف يحتمل أن يواصل الادعاء بان ما يفعل لنتنياهو كل صباح هو اغتيال رابين، والناس لا يزالون مستعدين لان يتعاطوا معه بجدية؟ اين موشيه كحلون؟ اين نفتالي بينيت؟ اين آييلت شكيد؟ أين جدعون ساعر؟ اسرائيل كاتس؟ يولي ادلشتاين؟ جلعاد اردان؟ حسنا، لم أكن جديا مع جلعاد اردان.

بعد وقت طويل من انتهاء قصة نتنياهو والديمقراطية الاسرائيلية تلعق جراحها، سنبقى مع الرائحة الكريهة التي يخلفها هذان العضوان، امسلم وزوهر. هذا ليس لانهما خفيفا العقل. يخيل لي أن هذان هما شخصان يعرفان كيف يميزا بين الخير والشر. يعرف امسلم بانه بدون شهود ملكيين لا وجود لسلطة القانون ومع ذلك فانه يتحدث كما يتحدث شالوم دومراني للفقراء. وزوهر يعرف ان بين التحقيق الشرطي واغتيال رابين لا يوجد أي وجه شبه، ومع ذلك يسمح لنفسه بالتشبيه.

اما أمس فقد انضم اليهما اثنان آخران: واحد، نائب وزير باسم شرون مزوز الذي قال ان “روني ألشيخ هو شاب طيب، شاب نزيه، ولكنه لا يجب أن يكون المفتش العام”، واخرى تسمى ميري ريغف، التي صعدت الى منصة الشهود واعلنت بصوت عال بان “الجبل ولد فأرا”.

ولا يوجد أي عاقل يتوجه للسيد مزوز ويروي له بان ألشيخ هو تعيين شخصي من نتنياهو. ولا احدا نزيها يلمح للسيدة ريغف بانه بينما هي تخطب، فان فأرا يسمى فلبر يدين جيلا يسمى نتنياهو، بعد عشرين سنة من الاعجاب والخدمة المشتركة.

ان المشكلة الحقيقية أكبر: إمسلم، زوهر، مزوز وريغف يتجرأون على التفوه بهذه الترهات الهزيلة لانهم مقتنعون بان هذا يجديهم سياسيا. فهم يعتقدون بان منتسبي الليكود سيعوضونهم مع حلول اليوم لانهم لم يتركوا الزعيم لمصيره. والافظع هو أنهم محقون. هذه هو درك برميل الحزب الهام هذا، ودرك الدولة ايضا.

ان حقيقة أنه عبر القفز عن كل حماة الحمى والمدافعين عن سلطة القانون  يمكن جني مرابح سياسية في الحزب الحاكم، هي حقيقة لا تدرك. وأحد من بين زعمائنا لا يتجرأ على ان يقول هذا بصوت عال. وحتى لو هبطت اسعار السكن الاسبوع القادم بـ 40 في المئة، ستبقى هذه الايام مدهونة على جبين موشيه كحلون حتى يومه الاخير. وكما أسلفنا بالضبط بالنسبة لكل الباقين. كل من لا تزال هذه الدولة ومؤسساتها هامة له.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى