شؤون العدو

الهدف مقدس

 بقلم: رون كوفمان – معاريف 

المادة 33 من قانون العقوبات تقول ان العقوبة على الاقناع لارتكاب مخالفة تكون نصف العقوبة على ارتكاب المخالفة نفسها.

ولكن هذه المادة في القانون هي لا شيء عند الحديث عن اليهود. فهذه لا تستخدم الا عند الحديث عن العرب. فالنظام يجب أن يكون، واسرائيل هي وطن للشعب اليهودي. كل من تبقى هم مثابة ضيوف، واذا ما اجري استطلاع تفصيلي في المعسكر الوطني في الكنيست فسيتبين انه حان الوقت لطرد معظم العرب.

لقد انتخب بنيامين نتنياهو لرئاسة حكومة في اعقاب تواجده ومشاركته في تحريض اليمين ضد اليسار والذي سجل ذروته في اغتيال رئيس الوزراء اسحق رابين في 4 تشرين الثاني 1995.

ميري ريغف، مخلوف زوهر ودودي امسلم لم يصدقوا في تلك الايام بانهم سيصلوا الى وضع يقررون فيه جدول الاعمال الوطني. ولكن اذا كان لا بد من التعلم فينبغي التعلم من افضل الناس. ريغف، زوهر وامسلم يسمحون لانفسهم بالدوس على كل سلطات القانون في اسرائيل فقط لانه فتح تحقيق جنائي ضد زعيمهم، بنيامين نتنياهو.

خطاب الوثيقة المشوه (الذي استند الى تفسير مشوه لا يتطابق والقصة في الوثيقة، والتي ليست سوى قصة بشكل عام. ولكن السيدة صرحت منذ الان بانه لا تحب القراءة) لوزيرة الثقافة ميري ريغف كان سيتسبب بالقائها من كل حكومة ديمقراطية في العالم. ولكن اسرائيل ليست اوروبا، استراليا وامريكا. اسرائيل هي جزء من الهلال الشرق اوسطي، حيث الحكم يسمح لنفسه بالتعاطي مع القانون كتوصية غير ملزمة. وحتى نتنياهو أعلن في يوم الانتخابات الاخير: العرب يتدفقون في الباصات الى صناديق الاقتراع. هو لم يكذب، هو فقط لم يقل الحقيقة، والقيادة العربية في البلاد غفرت له.

السيدة ريغف التي تتباهى برتبتها العسكرية في كل وثيقة رسمية، تحرض منذ فترة طويلة، ضد الشرطة، النيابة العامة والمحاكم كي ترفع مكانتها في الليكود. وهي تعرف لاي جمهور تتحدث وتوجه نبرة الحديث بما يتناسب مع ذلك. خسارة فقط انها تستخدم مستشارين وكتاب يهينون بجهلهم مفاهيم التاريخ والثقافة. ولكن على نهج الوزيرة فان هذا تميز لان اهدافها تتحقق. واذا ما تيجة لاقوالها، تصريحاتها واكاذيبها سيمس احد ما من المستمعين بنائب عام ومحقق، أو بمجرد مواطن يعارض الاجواء فانها ستجد ردا عاطفيا مناسبا فتتهرب من المسؤولية. مرة اخرى، تعلمت من الاشخاص الافضل، مثل رئيس الليكود في السنوات الاخيرة. هدف ريغف ليس حماية نتنياهو بل الوصول الى المرتبة الاولى في الانتخابات التمهيدية في حركتها. فوضع نتنياهو كمشبوه هو مجرد وسيلة في الطريق الى الهدف. إذ مثل كل مقيم في البلاد، فانها تستوعب بان نتنياهو لن يفلت من ادانة مع وصمة عار.

وبالتالي فانها تستخدم الشبهات ضد نتنياهو وعقيلته فقط كي تدفع نفسها الى الامام. في الحكومة القادمة اذا كانت هذه برئاسة نتنياهو، فان ريغف تريد أن تكون وزيرة الامن الداخلي. والمعنى هو العضوية في الكابنت الامني السياسي، التعاون مع وزير/ة العدل، والمسؤولية الوزارية عن الشرطة ومصلحة السجون الذين تحرض ضدهم اليوم.

لقد اصبحت التحريض هنا جهازا ملمعا. المتدينون يحرضون في كل يوم ضد النساء في الجيش الاسرائيلي. الحاخام العسكري الرئيس يحرض سامعيه وجنوده ضد خدمة النساء في الجيش الاسرائيلي. واحد لا يقول شيئا.

مريح لنتنياهو جدا أن يفكك النواب من كتلته كل ما يوجد في الدولة، وشركاؤه في الائتلاف لا يمنعون العربدة الجماعية والهدم اليومي لكل قيمة في الديمقراطية، ولكن النيابة العامة ومحققي الشرطة يؤدون مهامهم في واقع مهدد من التحريض للمس بهم، واذا كان ممكنا اليوم إذ خسارة انتظار الغد.

المستشار القانوني للحكومة، الذي هو رئيس الادعاء العام في اسرائيل، ملزم بان يتدخل في المسألة، ولكن هو ايضا لم يصل الى منصبه فقط بسبب انه ادين بالبراءة. وهو يعرف بالضبط اي واقع يعمل فيه وبالتالي فانه يتجاهل رسالته تجاه الجمهور. في السطر الاخير: ريغف، زوهر وامسلم يحددون لمؤيديهم الاهداف. وبالتوازي يشيرون الى المحققين، النواب العامين والقضاة – “احموا انفسكم”.

وبعد أن يسفك هنا دم سيقولون انه لم تكن هذه هي النية وسيكون هناك من يصدقونهم. إذ بالاجمال لم يصب الا مجرد يساري ما، فماذا في ذلك؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى