كلمتنا

المقاومة في مواجهة الاحتلال هي الحل الناجع

من اللافت في كل اللقاءات التي تجمع مسؤولين صهاينة مع آخرين من الولايات المتحدة ذلك التأكيد على أولوية العلاقة بين “تل أبيب” و”واشنطن” بل اعتبار “أمن إسرائيل جزء من الأمن القومي الأمريكي”، وهذه ” النمطية” في التصريحات الأمريكية هي ذاتها بصرف النظر عن الانتماء الحزبي للرئيس أو المسؤول الأمريكي سواء كان جمهورياً أو ديمقراطياً، فذات التصريح درج على لسان الرؤساء نيكسون وفورد وكارتر وريغان وبوش الأب والابن وكلنتون وأوباما، وهو لن ينتهي أو تتم إعادة النظر فيه مادامت الأوضاع الفلسطينية والعربية بهذا الضعف، لأن المسألة ليست مسألة مواقف تُطلق عبر الأثير، أو مقالات تُدبج في هذه الصحيفة أو تلك، بل تعبير عن مصالح الولايات المتحدة في الإبقاء على هذا الكيان في المنطقة لإضعافها وتمزيقها ومنع وحدتها ونهبها، ومنع بروز مركز إقليمي عربي أو إسلامي يضع حداً للهيمنة الأمريكية والغربية في المنطقة، وهنا يصير من النوافل والتقليدي القول أن الكيان الصهيوني يمثل قاعدة متقدمة للغرب في بلادنا خدمة لمصالحه، وهذا الأمر بديهية في الصراع يحاول الكثيرون تناسيها أو شطبها أو تجاهلها، وفي تفكيربعضهم كيفية تحويل هذا الصراع إلى أمر هامشي مقابل استيلاد صراعات وهمية وتصويرها على أنها واقعية وأنها إستراتيجية، كالصراعات الطائفية والمذهبية والقومية التي يحاول أعداء الأمة جر بلادنا إليها، وذلك خدمة لبقاء المشروع الصهيوني وتحقيقه لتقدم كبير في وظيفته، ولاسيما بعيد أن أُصيب بالخيبات بعد المواجهة في لبنان وقطاع غزة بين الاحتلال والمقاومة منذ بداية القرن الحادي والعشرين.

ولعل الهلع الأمريكي – الغربي من تواصل المواجهات والانتفاضة في فلسطين المحتلة، خوفاً على أمن الكيان الصهيوني يعكس أهمية هذا الكيان بالنسبة لهذا الغرب، لذا فإن تصريحاتهم المنطوية على مفردات “خفض مستوى العنف” و ” التهدئة” و”عدم توتير الأجواء” و” إجراءات الثقة” كلها تصب في طاحونة الجهد الأمريكي – الغربي لإنهاء المواجهات حرصاً على الكيان وأمنه.

لقد تقاطر المسؤولون الغربيون إلى فلسطين المحتلة مع بدء المواجهات وقدموا أنفسهم ك”وسطاء” لحلحلة الأوضاع، لأنهم يدركون أهمية “إسرائيل” لمصالحهم، والمخاطر التي تستجلبها استمرا المواجهات على أمنها، والملاحظ في هذا السياق استخدام هؤلاء المسؤولين لسياسة العصا والجزرة، فهم تارة يتحدثون عن مشاريع تنموية وتشغيل للعمالة لمواجهة البطالة، وتخفيف الحصار، وعندما تتواصل الانتفاضة يعودون إلى شيطنة المقاومة واعتبارها الإرهاب الذي ينطوي على مخاطر كبيرة على العالم متناسين حقيقة الإرهاب المتمثل في الكيان الغاصب المحتل والقوى التي استنبتوها في بلادنا خدمة لمصالحهم.

اللقاء الأخير الذي حصل في واشنطن بين الرئيس الأمريكي أوباما ورئيس وزراء العدو الصهيوني نتنياهو والمواقف التي تم إعلانها، حول أولوية أمن الكيان الصهيوني في السياسات الأمريكية لا بد أن يقرع ناقوس التحذير والخطر أمام كل المراهنين على واشنطن والواهمين بأنها صديقة للعرب ، وأنها ربما تتخلى عن الكيان كرما لسواد بعض العيون العربية، وعليه فإن على هؤلاء المراهنين، وخاصة الفلسطينيين، مراجعة سياساتهم واستنباط وسائل جديدة للمقاومة، عدا عن الوسائل المعروفة، من أجل مواصلة تدفيع الكيان الصهيوني الثمن، وهو ما يجعل كلفته كبيرة على حماته. لذلك فإن الحلول السياسية الاستسلامية لا تؤدي إلا إلى الهاوية أما المقاومة هي الحل والحل الناجع.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى