الكيان الصهيوني هو عدو الأمة والخطر الداهم على أمنها
توقفت جمعية الصداقة الفلسطينية – الإيرانية أمام أخر المستجدات على الساحة الفلسطينية والعربية، ورأت أن التناقض التناحري الذي يحكم الصراع مع الكيان الصهيوني، هو تناقض ينطلق من حقيقة التهديد الذي يشكله الكيان الصهيوني للأمة كلها، وليس لفلسطين فقط، انطلاقاً من وعي أن هذا العدو يعمل على اسقاط كل مواقع الأمة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وأمنياً، للتحكم في مساراتها المستقبلية بما يتوافق مع مصالحه، ومصالح الاستكبار العالمي الذي يدعمه بكل قوة، باعتبار هذا الكيان قاعدة ذلك الاستكبار في قلب أمتنا.
وبينت جمعية الصداقة أن المؤامرة التي تحاك على دول عربية عديدة، وفي مقدمتها سورية والعراق واليمن ولبنان هي جزء من هذا المشروع المعادي الذي يرى أن مصالحه لا يمكن أن يكتب لها النجاح بوجود دول وقوى تمتلك الإمكانيات والقدرات على المواجهة، وإفشال تحقيق المطامع الصهيونية فكان لابد إثارة الفوضى والفتن واستنبات صراعات فرعية وهمية، وطنية وإجتماعية، ومذهبية بغيضة، لإضعاف قدرات هذه الدول والقوى، وهدر طاقاتها في ما لا يخدم قضايا الأمة، وفي المقدمة، قضية فلسطين وتحريرها، وعودة أبنائها إلى كامل ربوعها.
إن جمعية الصداقة الفلسطينية – الإيرانية تلفت انتباه كل الغيارى والحريصين على الأمة ومستقبلها، وعلى مستقبل اجيالها، وقيمها وثقافتها، والحاملين لمشعل ديمومة رسالتها، تلفت انتباههم إلى أن المخاطر التي تواجه الأمن في أمتنا تنحصر أساساً في كيان العدو الصهيوني والمخططات الاستعمارية الغربية التي تعمل على الاخضاع والسيطرة، وبالتالي فإن حل أي مخاطر أخرى داخلية مثل التخلف التقني، وتفشي الأمراض، والفساد، والاستبداد مرهون أولاً وأخراً بالنجاعة والجرأة في مواجهة الخطر الصهيوني الذي سيبقى عنواناً ومحفزاً لتعميم التخلف والجهل والفقر والتبعية، وعليه فإن محاولات البعض من الأنظمة العربية استبدال التحدي الصهيوني على أمن الأمة بتحديات أخرى لا وجود لها إلا في عقل مخترعيها، كما حدث في نموذج اليمن، وهي محاولات ضعاف النفوس والإرادات والإمكانيات الذين يخشون مواجهة العدو الصهيوني، وبالتالي يوظفون أنفسهم أدوات في خدمة هذا العدو ومشاريعه.
إن الضخ الدعائي تمارسه وسائل إعلام بعينها ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حتى ما قبل العدوان على اليمن بزمن طويل، وكم التحليلات الخبيثة بحق الجمهورية ومواقفها، حتى من اتفاق الإطار في لوزان الذي توصلت إليه بكل حنكة وقوة وتمسك بالحقوق، كل هذا يعكس الموقع الذي ينطلق منه ادوات الضخ الدعائي، وهو موقع خدمة الأعداء، وتحقيقاً لمكاسب ذاتية رخيصة على حساب مصلحة الأمة، وهنا ننوه إلى موقف الجمهورية الإسلامية، وحنكتها وحكمتها في التعامل مع العدوان على اليمن، هذا العدوان المسربل بالقصف المزدوج على الأرض بالقنابل والصواريخ، وعلى العقل بضخ الافكار والقيم والدعايات الضالة والمضللة والممزقة لنسيج الأمة، ففي مواجهة كل ذلك اعتمدت القيادة في إيران مبدأ التروي وإعلاء مصلحة الأمة فوق كل مصلحة، وفككت المقولات المذهبية الحاقدة، مغلقة على أصحاب العدوان جر المنطقة إلى صراع مذهبي وخيم، لا يجلب لأبناء الأمة إلا التفرقة والتقاتل، والتحول إلى حطب لحرب قذرة يريدها الأعداء ويصبون عليها الزيت لتزداد اشتعالاً.
إن موقف الجمهورية الإسلامية الحكيم جنب الأمة الوصول إلى هكذا سيناريوهات تخدم الأعداء، وأوصلت إلى وقف العدوان على اليمن، وهو كفيل بالمساهمة في وأد المؤامرة على سورية والعراق ولبنان، وإعادة توجيه البوصلة نحو تحرير فلسطين، ونحو مواجهة العدو الصهيوني باعتباره العدو الرئيسي للأمة، والذي يشكل الخطر الداهم على حاضرها ومستقبلها.
وحيت جمعية الصداقة شعبنا الفلسطيني الذي يواصل تمسكه بحقوقه الوطنية في استرجاع كل فلسطين والعودة اليها المتمسك بخيار الجهاد والمقاومة، مشيدة بدعم قوى الأمة للنضال الفلسطيني، وفي المقدمة سورية العروبة وإيران الإسلام وحزب الله المجاهد.
وعبرت عن ثقتها بنصر سورية على المؤامرة بفعل صمود جيشها وشعبها وصمود قيادتها.
وفي الختام وجهت التحية إلى الشهداء الذين قضوا على طريق التحرير، ورفع راية الأمة عالية في مواجهة المؤامرة التي تستهدف قواها المجاهدة، كما وجهت التحية إلى الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني.
النصر للثورة والخلود للشهداء.
جمعية الصداقة الفلسطينية – الإيرانية
23 نيسان/ 2015