“القدس .. وأكذوبة القداسة عند اليهود” محاضرة لـ د.البحيصي في مكتبة الأسد
“القدس .. وأكذوبة القداسة عند اليهود” .. تحت هذا العنوان حاضر الدكتور محمد البحيصي رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق بدعوة من مؤسسة القدس الدولية بمناسبة يوم القدس الثقافي، وذلك اليوم الأربعاء 27/12/2017.
تحدث الدكتور محمد البحيصي بداية عن الوقت الحرج الذي تمر به هذه الأمة بوحدتها وقرارها الحالي والمستقبلي موضحا أن موضوع الجلسة سيكون الإجابة على سؤالين وجوديين دفعت الأمة ثمن الإجابة عليهما وهما :متى وكيف برزت أهمية القدس في مركز الوعي اليهودي بعد أن كانت غير بارزة ؟ ، لماذا يساوي الناس بين الرسالة المحمدية والمسيحية واليهود وماعلاقة اليهود بهذه الرسالة ؟؟ ، مؤكدا أن هناك سؤال ثالث طرحه فقط للتفكير به هل مقولة “الديانة اليهودية” هي مقولة صحيحة؟
وقال الدكتور البحيصي أنه في لحظة وهن وشيخوخة من الأمة ضاعت فلسطين فأصبح دعاة الأمة العربية يضعون الأدوات للشعب الفلسطيني ولشبابه وكانت قبلها أدوات بريطانية ويهودية ،بينما جمعية الأمم المتحدة أسست لحفظ حقوق شعوبها وهي لم تنتصر بقراراتها لشعوبنا وبلادنا ولا مرة.
في المحاضرة تحدث الدكتور البحيصي عن كيفية دحض الرواية اليهودية برواية يهودية ومن مراجع اليهود التوراتية التي ربطوها بمشروع عودتهم إلى فلسطين والقدس تحديدا، إذ بدأ البحث من عهد الآباء أولا حيث نجد أن إبراهيم عليه السلام لم يذكر القدس على لسانه ولا مرة بل عاش ومات ودفن في مدينة الخليل ” اسمها التاريخي حبرون”، ولم يزر القدس ثم جاء اسحق ويعقوب الذي لم يعرج او يقم بناء أو مذبح في القدس بل ذهب إلى بيت إيل ثم حبرون ثم بئر السبع.
وتحدث الدكتور البحيصي عن علاقة موسى عليه السلام بالقدس في تسلسل تاريخي مثبت بالأدلة بحسب أسفار اليهود الذين يقولون أنه لم يأت نبي مثل موسى لاقبله ولابعده، أي أنهم يعتبرونه صاحب شريعتهم ولكنه لم يطأ فلسطين ولم يعرج إلى يبوس ” القدس” أبدا، أما الأسباط الـ 12 وعندما قسموا أنفسهم إلى قسمين أقاموا في شاكيم “نابلس” ولم يكن للقدس أي دور ولم يوجههم موسى عليه السلام إليها لأنه يعرف أنهم ليسوا أهلا لها ولذلك نجد أنه لم يكن هناك أي مكانة للقدس في وعي بني اسرائيل، إلى أن جاء داود عليه السلام وهم يعتبرونه ملكا وليس نبيا وهنا بدأت القصة فهو لم يدخل القدس بل بنى حصنا بالقرب منها يطلق عليه “صهيون” وبنى حوله أسوارا وأصبحت له مدينة اسمها مدينة داود ،أي أنه أيضا لم يدخل يبوس ” القدس”، وعندما يتم المسح التاريخي لملكه يكون في حبرون “الخليل” إلى أن جاء سليمان عليه السلام وهنا يعتبر العصر الذهبي لدى اليهود “35 عاما” ولم يكن خلاله وجود يهودي بالقدس وبعد موت سليمان عليه السلام قسمت المملكة فأقام في القدس سبط يهودا ومنه جاء اسم اليهود أي نسبة إلى لفظ يهودا أي بالتاريخ والأسفار لم يكن هناك شيء اسمه يهود قبل سليمان، إذا كيف كانت القدس مقدسة وفيها سبط واحد و11 سبطا أعطوها ظهرهم وأقاموا في شاكيم إلى أن جاء سنحاريب الآشوري وبعده بقرن ونصف نبوخذ نصر الكلداني وأزال المملكة وانتهت الأسطورة التي صدعوا رؤوسنا والعالم بها حتى جاء قورش الفارسي وأصدر قرارا ليبني اليهود بيتا للرب في القدس ولم يذكر حتى تلك البرهة ذكر لهيكل مقدس بني في القدس .
أما السؤال الثاني الذي طرحه الدكتور البحيصي ، هل تعتبر القدس مقدسة بالنسبة لليهود؟، فقد أجاب الدكتور بقراءة بعض فقرات من أسفار اليهود التي تؤكد بلسانهم أنه لاوجود للهيكل في القدس وماكان اسمه بيتا للرب حولوه إلى مغارة لصوص كما جاء على لسان إرميا النبي والسيد المسيح عليه السلام الذي تنبأ بخرابه.
في نهاية المحاضرة ختم الدكتور محمد البحيصي رئيس الجمعية بمقولة لأبو الكيان الصهيوني ومؤسس حركته” تيودور هرتزل” عن القدس والتي تؤكد أيضا أنه ليس لهم فيها أي حق :” مدينة أشباح تلك التي يقدسونها، لقد كرهتها منذ أول نظرة، لا أدري كيف يطيقون العيش فيها، كل ما فيها يثير التقزز لم أشعر أنني في يوم من الأيام يمكن أن أحن إليها، من هذا الكذّاب الذي روى لنا أن في هذه المدينة سحراً أخاذاً؟!، من هذا الكذاب الذي روى أن رائحة القدسية في جبالها تزكم الأنوف؟، أي شعراء أفاكون أولئك الذين تغنوا في تلك المدينة الملعونة؟ لا جمال هناك، لا سحر هناك، لا قدسية هناك، حاخامات في حائط المبكى تدور رؤوسهم كما الرحى، منظر يثير الاشمئزاز لعيون ترقب منظراً آخر، مع أنني أقول في العلن إن تلك المدينة المقدسة التي صلى اليهود منذ ألفى عام لكي يعودوا لها وحلموا أن يكونوا في قلبها وأطرافها وسأظل أقول ذلك إلا أنني كدت أشعر بالاختناق عندما شاهدتها من بعيد، ولأنني سياسي لا مجال للعاطفة في التأثير على تفكيري، ولأنني يهودي يهدف إلى تحقيق حلمه القومي، فالقدس هي قلب الخطاب القومي للصهاينة، فسأبقى أكرر أن القدس هي قلب الشعب اليهودي النابض، ومحط أنظار أبنائه في كل بقاع المعمورة.
في الختام شكر “سفير جراد” مدير عام مؤسسة القدس الدولية كل من الدكتور الباحث محمد البحيصي وكل من حضر الندوة “الأخ خالد عبد المجيد” أمين سر تحالف الفصائل والمستشار الثقافي الإيراني بدمشق وممثل السفارة الجزائرية وجيش التحرير الفلسطيني والفصائل الفلسطينية والحضور من الأدباء والمثقفين والشباب.