في الذكرى 61 للعدوان الثلاثي على مصر.. الأسباب والنتائج
عندما أعلن الرئيس المصري جمال عبد الناصر عن تأميم قناة السويس في شهر يوليو من عام 1956، اندفعت القوات المسلحة الإسرائيلية في 29 أكتوبر 1956، إلى مدن القناة بمصر، وبدأت أزمة السويس، وسرعان ما انضم اليهم القوات الفرنسية وأيضاً القوات البريطانية التي دفعت الاتحاد السوفيتي تقريبا للدخول في الصراع، وتضررت العلاقات مع الولايات المتحدة، وفي النهاية، سحبت الحكومات البريطانية والفرنسية والإسرائيلية قواتهم في أواخر عام 1956 ومطلع عام 1957
نبذة عن أزمة السويس :
كان الحافزا الأساسي للهجوم الاسرائيلي والبريطاني والفرنسي المشترك على مصر هو إعلان الزعيم المصري جمال عبد ناصر في يوليو من عام 1956 ، بتأميم قناة السويس ، حيث تم وضع الفكرة لبعض الوقت .
وفي وقت سابق من عامين، كان الجيش المصري قد بدأ بالضغط على البريطانيين لإنهاء وجودها العسكري ”الذي كان قد منح لها في منطقة القناة في معاهدة الأنجلو المصرية من عام 1936″، كما اشتبكت القوات المسلحة المصرية تحت قيادة عبد الناصر في معارك متفرقة مع الجنود الإسرائيليين على طول الحدود بين الناديين للبلاد، والرئيس المصري لم يفعل شيئا لإخفاء الكراهية نحو الأمة الصهيونية.
وكان الرئيس جمال يأمل في دعم الاتحاد السوفيتي له بالأسلحة والمال، إلا أنه غضب أيضاً من نكث الولايات المتحدة لوعدها في تقديم الأموال اللازمة لبناء السد العالي في أسوان على نهر النيل، ولذا قرر جمال عبد الناصر بمصادرة الأموال الناتجة عن قناة السويس المؤممة والإنفاق علي المشروع وتحقيق الحلم دون الحاجة لأي دعم خارجي. وأثارت هذه الخطوة غضب البريطانيين، وسعوا إلى دعم فرنسا التي تعتقد أن ناصر تقدم بالدعم للمتمردين في المستعمرة الفرنسية من الجزائر.
أزمة السويس : 1956-1957
ضرب الإسرائيليون أولاً، في 26 أكتوبر عام 1956، لمدة يومين، وانضمت القوات العسكرية البريطانية والفرنسية إليهم، وفي الأصل تم تعيين ثلاث قوات من الأندية القطرية للضرب مرة واحدة، بينما تأخرت القوات البريطانية والفرنسية.
وبالرغم من تأخرهم عن موعدهم، إلا أنهم نجحوا في النهاية في سيطرة القوات البريطانية والفرنسية على المنطقة المحيطة بقناة السويس.
وكانت السوفيت حريصة على استغلال القومية العربية، والحصول على موطئ قدم في الشرق الأوسط، حيث قدمت اسلحة من تشيكوسلوفاكيا للحكومة المصرية بدءا من عام 1955، وساعدت مصر في النهاية لبناء السد العالي في أسوان على نهر النيل بعدما رفض الولايات المتحدة لدعم المشروع.
وكان الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف، ضد الغزو وهدد بإطلاق الصواريخ النووية في أوروبا الغربية إذا لم تنسحب القوة الاسرائيلية والفرنسية والبريطانية من مدن القناه .
وقد تم قياس استجابة إدارة الرئيس دوايت أيزنهاور، الذي حذر من كلام السوفييت الطائش عن الصراع النووي الذي من شأنه أن يجعل الأمور أسوأ، والامتناع عن خروتشوف الذي حذر من التدخل المباشر في النزاع، ومع ذلك، أصدر أيزنهاور تحذيرات صارمة أيضا إلى فرنسا وبريطانيا والإسرائيليين للتخلي عن حملتهم وسحب قواتهم من الأراضي المصرية.
اسباب العدوان الثلاثي على مصر :
في أعقاب أزمة السويس ، وجدت بريطانيا وفرنسا تأثيرها الضعيف في القوى العالمية . بدأت الحرب التي خاضتها مصر ضد إسرائيل وانجلترا وفرنسا . وكانت كل بلد لديها أسبابها الخاصة في الإشتراك في العدوان ، ومنها :
* حيث وقعت مصر اتفاقا مع الاتحاد السوفيتي لتزويد مصر بالأسلحة اللازمة المتقدمة والمتطورة بهدف تقوية القوات المسلحة لردع إسرائيل ، مع العلم بأن توقيع هذه الاتفاقية لم يأت إلا بعد رفض الدول الغربية في تزويد مصر بالأسلحة ، وأثار هذا الحماس إسرائيل للمشاركة في هذا العدوان لأنه يرى أن تزويد مصر بأسلحة متطورة يهدد بقاءها .
* هذا بجانب دعم مصر للثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي وإمدادها بالمساعدات العسكرية مما أغضب فرنسا وحرضها على المشاركة في العدوان .
* تأميم قناة السويس الذي أعلنه الرئيس جمال عبد الناصر في 26 يوليو من عام 1956 ، أثر علي ربح انجلترا بمنعها من المرور في القناة ، وهكذا دخلت إنجلترا في العدوان الثلاثي .
* وكانت إسرائيل مطمئنة بشأن بعض الأندية القطرية العربية ، إما أنها لا تزال بعيدة عن حدودها أو بالوقوع تحت التأثيرات الموالية لإسرائيل ، أو لعجزهم عن التصدي لها عسكريا ، ولكن كان يعتقد أن مصر بعد ثورة 1952 كانت عقبة في طريق طموحاتها الفعلية .
وبالتالي أتيحت لهم الفرصة عندما ألتقت بهذه الأغراض الاستعمار الغربية بمناسبة إعلان حكومة الثورة بتأميم شركة قناة السويس في يوليو عام 1956 ، حيث وافق على تنفيذ المؤامرة كل من انجلترا وفرنسا والقوات الإسرائيلية ، التي بدأت بمهاجمة الحدود المصرية في 29 أكتوبر عام 1952 .
أسباب فشل العدوان الثلاثي على مصر
أهم أسباب فشل العدوان الثلاثي على مصر هو شدة المقاومة والتحام الجيش والشعب المصري ضد العدوان ، ولكن هناك أسباب أخرى للأندية القطرية الثلاثة الذين أضطروا الى الانسحاب بسرعة على النحو التالي :
1- معارضة الاتحاد السوفيتي على العدوان الثلاثي
2- دعم الاتحاد السوفيتي لمصر والتهديد بالتدخل العسكري لوقف العدوان .
3- الدعم العربي لمصر .
* نتائج العدوان الثلاثي :
1- انسحاب القوات البريطانية والفرنسية من بور سعيد في 23 ديسمبر من عام 1956 ، حيث تحتفل محافظة بورسعيد في ذلك اليوم من كل عام ، بسبب إجلاء قوات العدوان عنها .
2- انسحاب إسرائيل من سيناء في بداية عام 1957 ، وإنسحبت أيضا من قطاع غزة .
3- وضع القوات الدولية في حالات الطوارئ على طول الحدود المشتركة بين مصر وإسرائيل .
ومن الواضح أن مصر لم تحقق استكمال النصر العسكري ، ولكن الانتصار السياسي الكبير هو الذي تحقق .