الذكرى السنوية الأولى لرحيل الشاعر الفلسطيني أحمد دحبور
صادف يوم الأحد الماضي، الثامن من نيسان/إبريل، الذكرى الأولى لوفاة الشاعر الفلسطيني الكبير أحمد دحبور، الذي توفي العام الماضي، عن عمر يناهز 72 عاماً في مدينة رام الله، بعد صراعه مع المرض.
ويعد الشاعر الكبير دحبور أحد أعمدة الثقافة الفلسطينية بالنظر إلى ثراء مسيرته الأدبية والوطنية، حيث عاصر المأساة الفلسطينية وعاش رحلة العذاب والتشرد، مما جعل أعماله تعكس الحالة الفلسطينية بكل مآسيها.
المولد والنشأة
ولد أحمد دحبور في أبريل/نيسان 1946 في مدينة حيفا، ولجأ بعد النكبة مع عائلته إلى لبنان، ومنها إلى سوريا، حيث استقر به المقام في مخيم النيرب للاجئين، وبقي فيه 21 سنة.
الدراسة والتكوين
لم يحظ دحبور بتعليم أساسي كافٍ، لكنه صقل موهبته الشعرية بالقراءة، وهو مثقف عصامي.
الوظائف والمسؤوليات
شغل دحبور عددا من المواقع الصحفية والثقافية، وكرّس حياته للتعبير عن التجربة الفلسطينية المريرة؛ فقد عمل محررا سياسيا في “وكالة وفا” فرع سوريا، ومحررا أدبيا.
وتولى إدارة تحرير مجلة “لوتس” حتى عام 1988، كما عُين مديرا عاما لدائرة الثقافة بمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس تحرير مجلة “بيادر” التي كانت تصدرها الدائرة.
التجربة الشعرية
نظم دحبور الشعر مبكراً، وأصدر مجموعته الشعرية الأولى “الضواري وعيون الأطفال” عام 1964 ، ثم عام 1971 أصدر مجموعته الثانية “حكاية الولد الفلسطيني” التي أظهرت انحيازه السياسي للثورة الفلسطينية، وجسدت الحالة الفلسطينية في مخيمات اللجوء والتشرد.
وعن الحالة الفلسطينية في أشعاره، قال دحبور في تصريح له “إنني فتحت عيوني على النكبة، لذلك أصبح السؤال الوطني في قصائدي سؤالا وجوديا، وفي عيد ميلادي الثاني، لم يشعل لي أهلي شمعتين، بل حملوني وهاجروا من حيفا”.
أصدر دحبور ثماني مجموعات شعرية، من أشهرها “الضواري”، و”عيون الأطفال”، و”حكاية الولد الفلسطيني” و”شهادة بالأصابع الخمس” و”كسور شعرية”.
ومن أبرز الدواوين الشعرية لدحبور “العودة إلى كربلاء”، و”شهادة بالأصابع الخمسة”، و”طائر الوحدات”.
كما أصدر أيضا دواوين “هكذا بيروت”، و”كسور شعرية”، و”بغير هذا جئت” عام 1977، و”واحد وعشرون بحرا” عام 1981، و”ديوان أحمد دحبور” عام 1983، إضافة إلى عدد من الأعمال النثرية.
ونقلت “وفا” الفلسطينية عن الشاعر غسان زقطان قوله إن دحبور “من أهم مؤسسي المشهد الفلسطيني في مجال الشعر الحديث”، موضحا أن دحبور تميز بثقافته العالية العميقة، رغم أنه لم يستمر في التعليم الأكاديمي، وتميز أيضا بجهده النقدي المهم.
كما نقلت عن الشاعر منذر عامر، زميل الراحل، أن دحبور التحق بالثورة الفلسطينية مبكرا، وعمل صحفيا عسكريا، وكان ذا بصمة نقدية، مضيفا أنه كان يكتب مقالة أدبية أسبوعية بعنوان “عيد الأربعاء” في صحيفة الحياة.
عاد دحبور إلى الأراضي الفلسطينية بعد توقيع اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير والاحتلال.
اشتهرت كثير من قصائد دحبور بعد غنائها من قبل مجموعات فلسطينية، أبرزها مجموعة العاشقين الفلسطينية. ومن بين تلك الأغاني “اشهد يا عالم”، و”عوفر والمسكوبية”، و”والله لأزرعك بالدار”، و”يا بنت قولي لأمك”، و”غزة والضفة”، و”صبرا وشاتيلا”.
الوفاة
توفي دحبور في الثامن من أبريل/نيسان 2017 في رام الله بالضفة الغربية، عن عمر ناهز السبعين عاما، بعد تدهور حالته الصحية إثر وعكة ألمت به منذ يونيو/حزيران 2016.
ونعت وزارة الثقافة الفلسطينية الشاعر الراحل، وذكرت في بيان لها أنه “برحيل دحبور تفقد فلسطين ليس واحدا من عمالقة الأدب والإبداع الفلسطيني فقط، بل بوصلة كانت حتى اللحظات الأخيرة تؤشر إلى فلسطين، وأيقونة لطالما كانت ملهمة للكثير من أبناء شعبنا في مختلف أماكن إقامتهم، وفي مختلف المفاصل التاريخية الوطنية”.