الجيش السوداني يعلن سيطرته الكاملة على سلاح المدرعات في الخرطوم
أعلن الجيش السوداني سيطرته الكاملة على سلاح المدرعات في العاصمة الخرطوم، اليوم الأربعاء، بعد صدّ هجوم من قوات “الدعم السريع” بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو.
وذكر الجيش السوداني في بيان أنّ سلاح المدرعات تمكن “مجدداً من دحر محاولة هجوم فاشلة من قبل مليشيات
المتمرد حميدتي (قوات الدعم السريع) التي لاذت بالفرار بعد تلقيها خسائر كبيرة. وتبسط قواتنا حالياً كامل سيطرتها على سلاح المدرعات وفي كامل الجاهزية للتصدي لأي محاولات جديدة”.
وتجددت الاشتباكات، اليوم الأربعاء، لليوم الرابع على التوالي حول محيط سلاح المدرعات التابع للجيش، بوتيرة أقل
حدة من الأيام السابقة.
وسُمع دوي قصف مدفعي متبادل بين الطرفين، فيما تصاعدت أعمدة دخان خفيفة من الأحياء المتاخمة للمنطقة العسكرية، يرافق تحليق مستمر لطائرات الاستطلاع في أجزاء من أجواء العاصمة السودانية.
أما شمالي الخرطوم، فقد أفاد شهود عيان بتجدد الاشتباكات بين “الدعم السريع” والجيش، في الناحية الشمالية الشرقية، بالقرب من منطقة السامراب، أقصى شمالي مدينة الخرطوم بحري.
وكان الجيش السوداني قد أعلن ليل الأربعاء، أنه “تمكن من التصدّي لمحاولة هجوم” وصفها بـ”الفاشلة” من قبل
“الدعم السريع” على سلاح المدرعات.
اقرأ المزيد: منظمة إنسانية: الجوع يقتل مئات الأطفال في السودان خلال 4 أشهر من الحرب
وذكر في بيانه إنّ “قواته تبسط كامل سيطرتها على سلاح المدرعات”، مؤكّداً في الوقت ذاته جاهزيتها للتصدي لأي محاولات هجوم جديدة.
من جهتها، ذكرت قوات “الدعم السريع” إنها سيطرت على 101 دبابة و90 مدرعة و21 عربة قتالية في معسكر
المدرعات. كما ذكرت في تعميم صحافي أنها “تمكنت من السيطرة الكاملة على المعسكر، عدا بعض الجيوب التي
يتم التعامل معها”، على حدّ قولها.
وأمس الثلاثاء، أعلن الجيش “صدّ محاولات اقتحام متكررة نفذتها قوات الدعم السريع” لمقر سلاح المدرعات ومجمع
الذخيرة في الخرطوم، مشيراً إلى أنّ “قوات الدعم السريع قصفت حي ود البخيت شمال أم درمان، ما أدّى إلى مقتل
مواطن وإصابة آخرين”.
وكانت مسيّرات تابعة للجيش السوداني قد استهدفت السبت الماضي، أهدافاً لقوات “الدعم السريع” في عدد من المناطق وسط العاصمة الخرطوم وجنوب شرقها.
ومنذ بدء الاشتباكات في السودان منذ 4 أشهر، توسّع نطاق الحرب ليصل المعارك إلى مدينتين كبريين هما الفاشر؛ عاصمة ولاية شمال دارفور، والفولة؛ عاصمة ولاية غرب كردفان.
الخرطوم تدخل مرحلة الندرة الاقتصادية
وفي السياق، ومع موجة الاقتتال المستعر بين الطرفين في السودان، تزداد الأوضاع الإنسانية والمعيشية تراجعاً في
نقص السلع الاستهلاكية وغلاء ما متوفر منها وانعدام شبه كامل للخدمات الأساسية.
أما غربي السودان/ فقد أسفرت المعارك بين الجيش و”الدعم السريع” عن مقتل 60 شخصاً وإصابة أكثر من 200
جريح، إلى جانب فرار 50 ألف من المدنيين، جراء اشتداد وتيرة الاقتتال، بحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.
وبالتوازي، تمّ تسجيل أوضاع إنسانية استثنائية بالغة التعقيد جراء حالات النقص الحاد في الغذاء والدواء والتوترات
الأمنية، إضافةً إلى انعدام الضروريات الأسرية المعيشية داخل عاصمة جنوب دارفور، والمناطق التي نزح إليها السكان.