الجهاد يضرب مرة اخرى.. الذبح لغرض الذبح
بقلم: بن – درور يميني – يديعوت
كانت هذه العملية الاكبر منذ عمليات التفجير في الولايات المتحدة قبل 16 سنة. 306 مغدورين. يمكن الافتراض بان عملية مع 30 مغدور في أي مدينة في اوروبا كانت ستحظى بتغطية اعلامية عالمية أوسع بكثير. لانه عندما يذبح المسلمون المسلمين – فان العالم يتأثر أقل. اقل بكثير. وما هو أخطر هو انه فور المذبحة ظهرت التفسيرات: الحكم المصري، هكذا حسب المحللين، ظلم البدو في سيناء. يا لهم من مساكين. وهم بالاجمال يردون.
فليعذرني الخبراء والمحللين على أنواعهم، ولكنهم تزحلقوا على العقل. هل انتم جديون؟ أهذه ذريعة لذبح اجرامي بهذا القدر؟ أهذا سبب لاطلاق النار عن عمد بنية مبيتة ضد الرضع، النساء، الاطفال، الشيوخ – مئات الابرياء؟ ظلم سلطوي، حتى على فرض أنه كان ظلم، أهو السبب؟ فكل خطيئة المغدورين كانت أنهم كانوا هناك، في مدى تناول يد الجهاديين.
يروون لنا أيضا ان الحديث يدور عن مسجد يعود الى التيار الصوفي. وهذا ايضا يصبح ذريعة. أين العلاقة؟ في الاسلام توجد الكثير من التيارات. الصوفيون هم سنة. وكثيرون من اولئك الذين يأتون للصلاة في المساجد الصوفية لا ينتمون الى التيار الصوفي. أهذا هو السبب؟ فقبل اسبوع فقط قتل 58 شخصا في مدينة موبي في نيجيريا. هذا حصل في داخل مسجد سني – لا شيعي ولا صوفي.
الجهاد لا يحتاج الى أي ذريعة. فالمبررات والتفسيرات التي يقدمها المحللون والخبراء على أنواعهم هي سخف. فهي تخصي الحقيقة. لانه بقدر ما هو ممكن متابعة الارهاب الجهادي، فان اكثر من 95 في المئة من الضحايا هم مسلمون، وقرابة 70 في المئة منهم سنة يقتلون على ايدي سنة. هكذا بحيث أن الحقيقة المرة هي انه في داخل الاسلام نما ورم متوحش الاجرام هو علمه. حسن البنا، مؤسس “الاخوان المسلمين” صاغ منذ 1938 الايديولوجيا في مقال حمل عنوان “صناعة الموت”.
لا، هذا ليس صراعا ضد الكفار. العكس بالضبط. عمليا، كلما اصبح المجتمع اكثر تزمتا، هكذا يرتفع مستوى الضحايا في ذاك المجتمع. ففي المناطق التي يعمل فيها الجهاد في شمال نيجيريا فرضت منذ الان قوانين الشريعة. الطالبان يقتلون جموع المسلمين السنة رغم أنهم لم يخطئوا ولم يظلموا ولم يكفروا. بل اصبحوا اكثر تزمتا. انتحاريو الطالبان تفجروا المرة تلو الاخرى في اسواق تعج في المناطق المأهولة بالسنة. معظم الضحايا كانوا اطفالا ونساء محجبات.
هناك جماعات مظلومة اخرى في العالم. الا يوجد مسيحيون مظلومون في افريقيا؟ يوجد بالتأكيد. والسود أليسوا مظلومين؟ وغريب، أيا من هذه الجماعات لم يقم من داخلها تيار يعنى بالقتل المنظم والعالمي. لا توجد خلايا جهاد من الغجر ولا من السود. واليهود لم يخرجوا في حملة ثأر لا تنقطع ضد الالمان.
أما الجهاديون، بالمقابل، فتوجهوا الى القتل وينالون علاقات عامة تتراوح في المجال الذي بين التفسيرات في الحالة السيئة والتبريرات في الحالة الاسوأ. هذا يبدأ باولئك الذين يشرحون بان هذا هو رد على الظلم، ويشتد لدى اولئك الذين يشرحون بان هذا هو ذنب الغرب الذي لا يتعامل على نحو جميل مع الشرق. هذا مرض يعشعش لدى قسم من دوائر التقدم الذين اصبحوا حلفاء للجهاد.
يجب معاقبة السويديين على تدخلهم في افغانستان، كتب المخرب الانتحاري، تيمور عبد الوهاب، الذي حاول تنفيذ عملية جماعية في ستوكهولم. هيننغ مانكل، الكاتب السويدي الشهير، أجابه في مقال أساسه الاتهام الذاتي. الغرب مجرم. الجهاد يرد فقط. كما أن هذه كانت هي الريح التي تهب من ردود الفعل الثقافية العديدة في اعقاب العمليات التفجيرية في الولايات المتحدة. هم يضربوننا، كما شرحوا، لاننا لسنا على ما يرام. عفوا؟ فالغرب آذى السود، اليهود، الغجر، ولم تقم من داخلهم جماعات من المجرمين. هؤلاء “الخبراء” أسرى جدا في النظريات ما بعد الاستعمارية، والذين بات من الصعب تشويش عقولهم بالحقائق.
أما درة التاج في السخافة فتعود الى ميكو بيلد، اسرائيلي سابق، ابن اللواء ماتي بيلد، الذي ادعى بان “العملية في سيناء هي نتيجة التعاون الاجرامي بين السيسي واسرائيل”. المشكلة هي ان بيلد هو محاضر مطلوب في محافل محترمة. وهكذا فان “التقدميين” سيواصلون الشروحات التي ليس فيها شيء، والمسلمون سيواصلون دفع الثمن.